للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الحسن: قرأ الأعمش: (لنثوينّهم من الجنّة غرفا) قال: ولا يعجبني، لأنك لا تقول: أثويته الدّار.

قال أبو علي: هذا الذي رآه أبو الحسن يدلّ على أن ثوى ليس بمتعدّ، وكذلك تفسير أبي عبيدة: أنّه النازل فيهم، ووجهه أنّه كان في الأصل: لنثوينّهم من الجنّة في غرف، كما تقول: لننزلنّهم من الجنّة في غرف، وحذف الجار كما حذف من قوله «١»:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ويقول ذلك أن الغرف وإن كانت أماكن مختصة، فقد أجريت المختصّة من هذه الظروف مجرى غير المختصّة نحو قوله «٢»:

كما عسل الطريق الثعلب ونحو: ذهبت الشام، عند سيبويه، ويقوّي الوجه الأوّل، قوله سبحانه «٣»: نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر/ ٧٤].

[العنكبوت: ٦٦]

اختلفوا في كسر اللام وإسكانها من قوله تعالى: وليتمتعوا [العنكبوت/ ٦٦]، فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (ليتمتّعوا) بجزم


(١) صدر بيت لعمرو بن معد يكرب وعجزه:
فقد تركتك ذا مال وذا نشب وهو الشاهد ٥٢٣ من شرح أبيات المغني ٥/ ٢٩٩ وقد استوفي تخريجه هناك، والنشب: المال الثابت، وأراد به الإبل خاصة.
(٢) عجز بيت لساعدة بن جؤية وصدره:
لدن بهزّ الكف يعسل متنه وفي رواية «لذّ» أي تلذ الكف بهزه- ويعسل: يضطرب- كما عسل الطريق. أي: في الطريق. وقد استوفي تخريجه في شرح أبيات المغني انظر ١/ ٩ إلى ١٢.
(٣) سقطت من ط.