للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاحزاب: ٣١]

اختلفوا في قوله تعالى: ومن يقنت ... وتعمل صالحا نؤتها أجرها [الأحزاب/ ٣١].

فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر (يقنت) بالياء، وتعمل بالتاء، نؤتها بالنون. وقرأ حمزة والكسائي كل ذلك بالياء، ولم يختلف الناس في: يقنت أنه بالياء وكذلك من يأت بالياء «١».

[قال أبو علي] «٢»: أمّا من قرأ: (يقنت) بالياء، فلأنّ الفعل مسند إلى ضمير (من) ولم يبيّن فاعل الفعل بعد، فلمّا ذكر ما دلّ على «٣» أنّ الفعل لمؤنث حمل على المعنى فأنّث، وذلك كقوله: من آمن بالله [المائدة/ ٦٩] ثمّ قال: فلا خوف عليهم [المائدة/ ٦٩]، وقال: ومنهم من يستمع إليك [الأنعام/ ٢٥]، وفي أخرى:

يستمعون إليك [يونس/ ٤٢]، وأمّا من قرأ كلّ ذلك بالياء، فإنّه حمل على اللفظ دون المعنى، واللّفظ (من) وهو مذكر، وممّا يقوّي قول من حمل على المعنى فأنّث، اتفاق حمزة والكسائي معهم في قولهم: (نؤتها) فحملا على المعنى، فكذلك قوله: (وتعمل) كان ينبغي على هذا القياس أن يحملا على المعنى، وإنّما لم يختلف الناس في (يقنت) و (يأت)، لأنّه إنّما جرى ذكر (من)، ولم يجر ذكر ما يدلّ على التأنيث فيحمل الكلام على المعنى.

[الاحزاب: ٣٣]

اختلفوا في فتح القاف وكسرها من قوله سبحانه «٤»: وقرن في


(١) السبعة ص ٥٢١.
(٢) سقطت من ط.
(٣) كذا في ط وسقطت من م.
(٤) سقطت من ط.