للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ووجه الياء من قوله: والذين يدعون أي يدعو الكفّار من آلهتهم من دون اللَّه تعالى.

والتاء على: قل لهم: والذين تدعون.

قال: وكلّهم فتح الياء، أي لم يضمّها أحد منهم، فيقولوا، والذين يدعون من دونه، ولو قرئ ذلك لكان المعنى في يدعون: يسمّون، وذلك كقولهم: ما تدعون كذا فيكم؟ أي ما تسمّون؟ فكأنّ المعنى:

والذين يسمّون آلهة لا يقضون بشيء. قال:

أهوى لها مشقصا حشرا فشبرقها وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا «١» أدعو: أي كنت أسمّي.

[غافر: ١٥]

قال: واختلفوا في إثبات الياء وحذفها من قوله: يوم التلاق [المؤمن/ ١٥] والتنادي [المؤمن/ ٣٢]. فقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون وأبي بكر بن أبي أويس عن نافع: التلاقي يثبت الياء في الوصل وكذلك قال ورش وقالون: يوم التنادي بياء، وقال عن أبي بكر بن أبي أويس بغير ياء في وصل ولا وقف التناد، وقال إبراهيم القورسي عن أبي بكر بن أبي أويس عن نافع: بغير ياء التلاق، وقال أبو قرة عن نافع: التنادي بمدّ الياء.


(١) البيت لابن أحمر في شعره ص ٤٩، وانظر اللسان (هوى) والخصائص ٢/ ١٤٨، وفيه: مشقص بدل مشقصا. والمعنى: أهوى: هوى وانقض عليها وسقط، المشقص: السهم العريض، والحشر: اللطيف الدقيق، وشبرقها:
مزقها، يريد: أن عينه أصابها سهم ففقأها، وكان من قبل مشفقا عليها حريصا على ألّا ينالها شيء حتى إن الإثمد القرد كان يراه قذى لها، والقرد: المتلبّد الذي يلزم بعضه بعضا.