للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الزخرف: ١٨]

اختلفوا في ضمّ الياء والتّشديد وفتحها والتخفيف من قوله عزّ وجلّ: أومن ينشأ في الحلية [الزخرف/ ١٨].

فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: ينشأ برفع الياء والتشديد.

وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: ينشأ بفتح الياء والتخفيف «١».

يقال: نشأت السّحابة، ونشأ الغلام، فإذا نقل بالهمزة هذا الفعل تعدّى إلى مفعول، وعامّته بالهمزة، كقوله: وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ ١٢] ثم أنشأنا خلقا آخر [المؤمنون/ ١٤] وأنشأنا بعدها قوما «٢» [الأنبياء/ ١١] وهو الذي أنشأ جنات معروشات [الأنعام/ ١٤١] والأكثر في هذه الأفعال التي تتعدّى إذا أريد تعديته أن ينقل بالهمزة، وبتضعيف العين نحو: فرح، وفرحته، وأفرحته، وغرم وغرّمته وأغرمته، وقد جاء منه شيء بتضعيف العين دون الهمزة، وذلك قولك: لقيت خيرا، ولقانيه زيد، ولا تقول: ألقانيه زيد، إنّما تقول:

لقّانيه، وعلى هذا قوله: ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان/ ٧٥] ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ ١١] ولم نعلم من هذا المعنى:

ألقيته عمرا، إنّما يقال: لقيته عمرا، فأمّا قولهم: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فليس بمنقول من لقي بعض متاعك على بعضه، ولو كان منه وجب أن يزيد النقل مفعولا، وفي النقل بالهمزة لم يزد مفعولا،


(١) السبعة ص ٥٨٤.
(٢) هذه الآية من سورة الأنبياء/ ١١، وقد اشتبهت على المؤلف فأثبتها قرنا بدل قوما.