للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحجة لابن كثير في اتباعه هذه الهاء في الوصل الواو أو الياء وتسويته بين حروف اللين وبين غيرها من الحروف إذا وقعت قبل الهاء]

من حجّته أن الهاء وإن كانت خفيّة فليس يخرجها ذلك من أن تكون كغيرها من حروف المعجم التي لا خفاء فيها- نحو الراء والضاد- وأنّ الهاء والنون عند الجميع في وزن الشعر بمنزلة الراء والضاد- وإن كان في الراء تكرير وفي الضاد استطالة- وإذا «١» كان كذلك كان حجزها بين الساكنين كحجز غيرها من الحروف التي لا خفاء فيها.

وأمّا اجتماع الحروف المتشابهة فلم يكرهها في هذا الموضع، كما لم يكره اجتماعها في غيره، ألا ترى أن كثيرا «٢» قد قالوا: استطاع. فأتمّوا ولم يحذفوا منه شيئا، وفي التنزيل:

مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران/ ٩٧]، وقالوا جميعا:

استدار واستثار فلم يحذفوا، وقالوا: سدس وعتد «٣» وعتدان، ووطد يطد. والهاء وإن كانت جرت متحرّكة في القوافي مجرى غيرها ساكنا «٤» في نحو: خليلها، فقد جرت في القوافي أيضا مجرى غيرها من الحروف متحرّكة وساكنة. فالمتحركة نحو قوله:

................ .. ... سود قوادمها صهب خوافيها

«٥»


(١) في (ط): فإذا.
(٢) في (ط): أن كثيرا منهم.
(٣) عتد على وزن رسل جمع رسول، وعتدان جمع عتود على وزن: قعود وهو الحولي من أولاد المعز.
(٤) في (ط): ساكنة.
(٥) عجز بيت من قصيدة، ذكر القالي في الذيل أن أبا عبيدة صحح روايتها