للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ضمير الملك، وقد وصفه فولتير بأنه "رجل هادئ الطبع يسهل عنده التوفيق دائماً. (٤) " وقد شغل المركز اثنين وثلاثين سنة، غفر خلالها كل شيء وحظي بمحبة كل إنسان. وقد قال لويس عنه "بلغ من طيبته أنني كنت أحياناً ألومه عليها (٥) ". ولكنه بطريقته الهادئة الصابرة كان له تأثير بالغ على الملك، وأعان على توجيهه إلى الاقتصار على امرأة واحدة آخر المطاف، وإلى طاعة البابا.

ذلك أن لويس لم يكن دائماً "بابوياً" صادقاً. كان متديناً على طريقته الرسمية، وندر أن قصر في حضور القداس اليومي (٦). قال لولده في مذكراته:

" … واصلت تدريبات التقوى التي نشأتني عليها أمي، من جهة لأشكر الله على كل الحظ الطيب الذي نلته، ومن جهة لأكسب محبة شعبي … والحق يا بني أننا لا نفتقر إلى عرفان الجميل والإنصاف فحسب، بل إلى الحكمة والفطنة أيضاً، حين نقصر في عبادته تعالى، الذي لسنا إلا نواباً له. وما خضوعنا له إلا القاعدة والمثل للخضوع الذي نستحقه (٧) ".

على أن هذا لم يشمل الخضوع للبابوية. ذلك أن لويس ورث التقليد "الغالي" بمقتضى تفويض بورج البرجماتي (١٤٨٣) وكونكوردا فرنسوا الأول (١٥١٦) -ذلك التقليد الذي اقر حق ملوك فرنسا في تعيين أساقفة فرنسا ورؤساء أديارها، وتحديد دخولهم، والتعيين في جميع الوظائف الكنسية ذات الدخول في الفترة بين موت الأسقف وتنصيب خلفه. وقد آمن لويس أنه خليفة لله أو ممثله في فرنسا، وأن خضوعه للبابا (بوصفه هو أيضاً خليفة لله) يجب أن يقصر على شؤون العقيدة والأخلاق، وأن على رجال الأكليروس الفرنسيين أن يطيعوا الملك في كل أمر يتصل بالدولة الفرنسية.

واستنكر فريق من الأكليروس هذه الدعوى-وهم المناصرون للسيادة