للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعلماء والأدباء. ولم تمض سنوات قليلة حتى ظهر لها منافسون، "الجورنالي دي ليتراتي" في روما، (١٦٦٨)، و "الجورنالي فينيتو" في البندقية (١٦٧١) و "الاكتا ايروديتورم" في ليبزج (١٦٨٢). وأسس بيل مجلة مشهورة بروتردام في ١٦٨٤ تسمى "أنباء جمهورية الأدب"، وبعد عامين بدأ جان لكلير مجلة "المكتبة العالمية" الشهيرة، وقد احتوت هذه الدوريات على آراء من أهم ما صدر عن لوك وليبنتز.

وكان تداول الكتب يزداد بسرعة. ففي ١٧٠١ كان هناك ١٧٨ من كبار تجار الكتب في باريس، منهم ستة وثلاثون طباعاً وناشراً (١٦). وكانت المكتبات قديمها وحديثها تجعل كنوزها ميسرة لعدد أكبر من القراء. وفي عام ١٦١٠ حصل السر توماس بودلي من "شركة الوراقين" على منحة تحصل مكتبة بودلي التي أنشأها في أكسفورد (١٥٩٨) بمقتضاها على نسخة من كل كتاب ينشر في إنجلترا، وهكذا أصبحت في ١٩٣٠ تملك ١. ٢٥٠. ٠٠٠ مجلد. وفي ١٦١٧ قضى مرسوم أصدره لويس الثالث عشر بأن تودع في المكتبة الملكية (القومية الآن) نسختان من كل مطبوع جديد في فرنسا. وفي ١٦٢٢ أصبح مجموع كتب هذه المكتبة ٦. ٠٠٠ مجلد، وفي ١٧١٥ زاد إلى ٧٠. ٠٠٠، ومعظم الفضل في هذه الزيادة يرجع إلى غيرة كولبير، وفي ١٩٢٦ بلغ ٤. ٤٠٠. ٠٠٠. وأسس ناخب براندنبورج الأكبر مكتبة قومية ببرلين في ١٦٦١. وفي ذلك العام أوصى مازاران بمكتبته الثمينة التي ضمت ٤٠. ٠٠٠ مجلد للويس الرابع عشر وفرنسا، وفي ١٧٠٠ حول حفدة السر روبرت بروس كوتون ملكية المكتبة الكوتونية للمتحف البريطاني. وافتتح توماس تنسن عام ١٦٩٥ بلندن أول مكتبة إنجليزية مفتوحة لعامة الشعب.

أما التعليم فكان يجاهد لتعويض الخسائر التي تكبدها من جراء الحروب الدينية في فرنسا، والحرب الأهلية في إنجلترا، وحرب الثلاثين في ألمانيا. ولم تعد المدارس والآداب الألمانية إلى مكانتها التي بلغتها أيام لوثر، وأولريش فون هتن، وملانكتون قبل قرنين، إلا حين جاء ليسنج (١٧٢٩ - ٨١). في هذه الفترة ظلت اللاتينية غير الممتازة لغة غريبة مقتصرة على القلة المتعلمة، في حين أصبحت الألمانية مجرد