للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن أعمال الله عجيبة، ولكن حيل الإنسان تغلبه تعالى في النهاية (١٢) " وجد كي قبولاً أكثر من فرنسا، التي تبنت حكومتها اختراعه وكافأته بمعاش. ولم يتغلب المكوك الطائر على كل معارضة ويعم استعماله إلا عام ١٧٦٠.

وعطل صناعة النسيج أن النساجين كانوا يستطيعون نسج الخيوط بأسرع مما يستطيع الغزالون غزلها وإمدادهم بها. وكان الغزل إلى سنة ١٧٣٨ غزلاً يدوياً، على دواليب ما زالت تجمل البيوت التي تمجد الماضي. في ذلك العام سجل لويس بول، وهو ابن مهاجر هيجونوتي، آلة غزل يبدو أنها مبنية على أسس اقترحها جون فيات، وهي مجموعة من البكر تسحب للخارج حبال القطن أو الصوف المشدودة لتصبح خيوطاً بأي رفع مطلوب، وتغزلها على مغازل، وذلك كله بأقل جهد. وباع بول وفيات براءة الاختراع إلى أدوارد كيف، صديق الدكتور جونسون، وأقام كيف خمس آلات بمصنع نورثامبتن في ١٧٤٢ - وهو الأول في سلسلة طويلة من مصانع الغزل في إنجلترا القديمة والجديدة.

أما وقد تيسر الآن الحديد لصنع الآلات القوية، وتطلبت الأحوال الاقتصادية الإنتاج الواسع النطاق، فقد بقيت مشكلة العثور على قوة ميكانيكية يستعاض بها، بثمن رخيص، عن عضلات الرجال وصبر النساء. وأقدم الحلول استخدم القوة المائية. ففي مائة قطر كان الدولاب المائي العظيم، الذي يدور على مهل مع جريان للأنهار، يسير منذ زمن سحيق المضخات، والمنافيخ، والبكر، والمطارق، لا بل الآلات الحديدية الثقيلة منذ عام ١٥٠٠. وظل المصدر الأهم للطاقة الميكانيكية خلال القرن الثامن عشر. وقد عاش إلى القرن العشرين، وما التركيبات الهيدروليكية في زماننا سوى قوة مائية حولت إلى كهرباء قابلة للنقل. ولا يمكن الركون إلى القوة المحركة للرياح بهذا القدر، ولم ينتفع بها إلا انتفاعاً قليلاً نسبياً في بلاد الجنوب الهادئة الريح، ولكن في العروض الشمالية سخرت التيارات الهوائية في إدارة طواحين هواء توجه "قلوعها" إلى "عين الريح" بونش في أسفلها يدار باليد. وقد بلغت هذه الآلة الثقيلة، التي لا يركن إليها، أوجهاً في الأقاليم المتحدة في القرن الثامن عشر، ثم بدأت اضمحلالها الرائع.