للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"ذهبت في المساء على مضض شديد إلى جمعية في شارع أولدرزجيت، حيث كان أحدهم يقرأ مقدمة لوثر لرسالة بولس إلى أهل رومية. وفي نحو التاسعة إلا ربعاً، بينما كان يصف التغيير الذي يحدثه الله في القلب بالإيمان بالمسيح، شعرت بقلبي يدفأ على نحو عجيب. شعرت بأنني فعلاً أثق بالمسيح، والمسيح وحده، للخلاص، وأعطيت تأكيداً بأنه نزع خطاياي، خطاياي أنا، وخلصني من ناموس الخطية والموت. وبدأت أصلي بكل ما أوتيت من قوة لأجل أولئك الذين أساءوا إليَّ واضطهدوني أشد من غيرهم. ثم شهدت علانية لجميع الحاضرين بما شعرت به الآن في قلبي لأول مرة (٥١) ".

ويمكن القول بإيجاز أنه لخص تطور المسيحية من الخلاص بالإيمان والأعمال، إلى الخلاص بالإيمان وحده (لوثر)، إلى الخلاص بإشراق شخصي وإلهي (الكويكرز). وعبر وسلي البحر إلى ألمانيا في صيف ١٧٣٨ وهو عارف بصنيع بولر، وأنفق عدة أسابيع في هرنوت، القرية السكسونية التي أنشئت فيها مستعمرة للاخوة المورافيين على ضياع كونت زنزندورف.

وكان تشارلز وسلي خلال ذلك قد جاز بتغيير مماثل عند عودته إلى إنجلترا، وبدأ بطريقته الأكثر رقة في وعظ المسجونين في نيوجيت والوعظ من كل منبر يسمح له بارتقائه، وأهم حتى من هذا أن شخصية لا يبزها قوة غير شخصية جون وسلي كانت في طريقها إلى الصدارة في الحركة المثودية، وهي شخصية جورج هوايتفيلد. وقد ولد لصاحب نزل بجلوستر في ١٧١٤. وعمل سنة أو أكثر ساقي خمر لضيوف أبيه. ثم شق طريقه إلى كلية بومبروك بأكسفورد، وكان من الرعيل الأول في "النادي المقدس". وتبع الوسليين إلى جورجيا في ١٧٣٨ ولكنه عاد إلى إنجلترا في خريف ذلك العام ليرسم قسيساً أنجليكانياً. وإذ كان غير قانع بالفرصة المتاحة له في المنابر، تواقاً لأن يبث الهام إيمانه في جماهير الشعب، فقد بدأ في فبراير ١٧٣٩، في الخلاء