للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنوات دون درجة، عازماً على أن يفرغ بكليته للأدب والفلسفة. وفي السادسة عشرة كتب إلى صديق يلوم نفسه.

"لأن سلامي العقلي لا تدعمه الفلسفة دعماً يكفي للثبات للطمات القدر. فعظمة النفس وسموها هذا لا سبيل إليه إلا في الدرس والتأمل .. .. فاسمح لي بأن أتكلم هكذا كفيلسوف، فذلك موضوع أطيل التفكر فيه ولا يعييني الحديث فيه اليوم كله (٧٣) ".

وسرعان ما تبخر إيمانه الديني:

"وجدت ضرباً من جرأة الطبع يتملكني، وهي جرأة لا تميل إلى الخضوع لأي سلطة في هذين الموضوعيين (الفلسفة والأدب) … فلما ناهزت الثامنة عشرة بدا كأنه قد انفتح أمامي مشهد جديد من الفكرة، أطربني منتهى الطرب، وحملني بحماسة الشباب الطبيعية على أن أنبذ كل لذة أو شغل آخر لأعكف عليه العكوف كله (٧٤) ".

وقال في فترة لاحقة أنه "لم يشعر بأي إيمان بالدين منذ بدأ قراءة لوك وكلارك (٧٥) ". فما أن بلغ السابعة عشرة حتى كان قد خطط لرسالة في الفلسفة.

وألح عليه أقرباؤه في أن الفلسفة وثمانين جنيهاً في العام لن يتيحاً له سوى عيش ضنك، وأن عليه أن يقنع بضرورة التكسب. فهل في استطاعته أن يدرس القانون؟ وحاول ذلك طوال ثلاث سنوات مؤلمة (١٧٢٦ - ٢٩). وانهارت صحته، وأوشكت روحه أيضاً أن تنهار، وفقد اهتمامه بالأفكار فترة. "رأيت دراسة القانون شيئاً يثير في "الغثيان" (٧٦)، فطلقها، وعاد إلى الفلسفة، ربما بانحراف واحد. ففي أواخر فبراير ١٧٣٤ رحل عن أدنبرة غلى لندن "لأبذل محاولة هزيلة جداً لولوج مجال من الحياة أكثر نشاطاً (٧٧) ". وفي ٥ مارس مثلت آجنس جلبريث أمام القس جورج هيوم (عم ديفد) واعترفت بأنها حبلى. فلما جيء بها أمام جلسة لمجلس الكنيسة المشيخية صرحت بأن "المستر ديفد هيوم … هو أبو الطفل" وارتاب المجلس في صدقها فأحالها إلى الاجتماع التالي للمجلس المشيخي