للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لباملا. فجوزف، الذي يقدمه لنا المؤلف على أنه أخو باملا، فتى طاهر جميل بين الفتيان كباملا بين الفتيات، تراوده مخدومته المرة بعد المرة كما وقع لباملا، ويقاوم مثلها، ويفصل مثلها في رسائله المحاولات الخبيثة للعدوان على عذريته. ورسالته لأخته باملا رسالة تكاد تكون "رتشاردسونية"، وإن لم تكن كذلك تماماً:

"أختي العزيزة باملا:

"أرجو أن تكوني بخير، عندي خبر ويا له من خبر أفضي به إليك! … لقد وقعت سيدتي في غرامي-أي ما يسميه عليه القوم بالوقوع في الغرام-وفي نيتها أن تدمرني، ولكني أرجو أن يكون لدي من العزم والحصافة ما يعصمني من التفريط في عرضي لأي سيدة على ظهر البسيطة.

"لقد طالما أخبرني المستر آدمز أن العفة فضيلة كبرى في الرجل كما هي في المرأة سواء بسواء. وهو يقول إنه لم يعرف قط امرأة غير زوجته، وسأحاول أن أقتدي به. والحق أن افضل كله لمواعظه ونصائحه الممتازة ولرسائلك في قدرتي على مقاومة إغراء يقول أن أحداً لا يذعن له إلا أن ندم في هذه الدنيا وهلك عقاباً في الآخرة … ما أجمل النصائح والمثل الطيبة! ولكني مسرور لأنها طردتني من مخدعها كما فعلت، فلقد كدت أنسي مرة كل كلمة قالها لي القس آدمز.

"ولست أشك يا أختي العزيزة في أن لك من الحصافة ما تصونين به فضيلتك من كل إغراء، وأتوسل إليك في إلحاح أن تصلي لكي منحني الله القوة على صون فضيلتي، لأنها في الحق تهاجم هجوماً عنيفاً من أكثر من امرأة، ولكني أرجو أن أقتدي بمثالك، وبمثال يوسف الصديق سميي، فأصون فضيلتي من كل إغراء (٨٣) ".

وينجح جوزف، ويظل بكراً حتى يتزوج العذراء فاني. أما باملا، التي رفعت درجة في سلم المجتمع حين تزوجت مخدومها الغني، فتدين فاني لتجاسرها على الزواج من جوزف، الذي ارتفعت منزلته