للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دي كريكي: أن الجبر والهندسة اقتربا بها من حافة الجنون، على حين أن تحذلقها وكلفها الشديد بموضوع دراستها جعلاها لا تحتمل. والواقع أن ذهنها تشوش بكل ما تعلمته أو عرفته (٣٧) ولكن استمع إلى مدام دي جرافيني وهي تصف لنا جلسة في سيري.

"في هذا الصباح قرأت علينا ربة البيت عملية هندسية لمؤلف إنجليزي حالم … وكان الكتاب باللغة اللاتينية؛ وقرأته علينا بالفرنسية، وترددت لحظة عند كل عبارة، وكأني بها تتفهم العمليات الهندسية، ولكن لا، إنها ترجمت بسهولة المصطلحات الهندسية والأرقام والألفاظ الغريبة، ولم تتوقف في شيء. ألا يثير هذا الدهشة حقاً؟ (٣٨).

وأكد فولتير لتييريو أن مدام دي شاتيليه كانت تعرف الإنجليزية جيداً، وأنها عرفت كل المؤلفات شيشرون الفلسفية، وكانت مولعة جداً بالرياضيات والميتافيزيقا (٣٩). وذات مرة بزت العالم الفيزيائي وعضو الأكاديمية دي ميران في مناقشة عن الطاقة الحركية (٤٠) وقرأت شيشرون وفرجيل في الأصل اللاتيني وأريستو وتاسو بالإيطالية، ونيوتن بالإنجليزية، وعندما زار الجاروتي سيري تحدثت معه بالإيطالية. وكتبت ولكن لم تنشر كتاباً من ستة مجلدات عن دراسة "سفر التكوين"، مبنية على أعمال الربوبيين الإنجليز عرضت فيه للمتناقضات والأشياء البعيدة الاحتمال والأعمال غير الأخلاقية والأفعال الظالمة في الكتاب المقدس. وكانت رسالتها عن السعادة بحثاً أصيلاً عن أسس السعادة، حيث رأت أن هذه الأسس هي الصحة والحب والفضيلة والانغماس الذاتي العقلاني، ثم طلب العلم والمعرفة. وترجمت قوانين نيوتن من اللاتينية إلى الفرنسية، وأشرف على طبعها كليرو، ونشرت بعد وفاتها بست سنوات (١٧٥٦). وألقت عرضاً موجزاً لنظام العالم نشر في ١٧٥٩ وأعلن فولتير ربما من قبيل الشهامة والود، أنه يفوق كتابه "مبادئ فلسفة نيوتن" (١٧٣٨) (٤١) وعندما أعلنت أكاديمية العلوم (١٧٣٨) عن جائزة لأحسن بحث عن طبيعة النار وانتشارها، ودخل فولتير المسابقة كتبت هي سراً البحث وقدمته دون ذكر اسمها، وكتبته في الليل لتخفيه عن فولتير (حيث أتى في بحثي عارضت كل آرائه تقريباً (٤٢)) ولم يفز أي منهما بالجائزة التي حصل