للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفضل، واكتساب عادة التطلع إلى آثار على غيرنا وعلى أنفسنا، وعن طريق رأي عام أسلم وأصح يتردد أي فرد عاقل في الإساءة إليه (١٢٨).

ويتفق دي هولباخ مع المسيحية في أن الإنسان بطبيعته نزاع إلى "الإثم" أي إلى السلوك الضار بالجماعة، ولكنه يرفض فكرة أن هذه الطبيعة النزاعة للإثم "موروثة خطيئة آبائنا الأولين، باعتبارها فكرة سخيفة. ويقبل الأنانية باعتبارها جوهرية في سلوك البشر، ويرى مثل هلفشيوس أن يبني عليها قانونه الأخلاقي، بأن يجعل السلوك الاجتماعي مفيداً للفرد.

"فالأخلاق تصبح علماً عقيماً إذا لم تثبت للإنسان بما لا يقبل الجدل أن مصلحته تكمن في تمسكه بالفضيلة (١٢٩) ويمكن أن يتحقق لنا شيء من تعليم يوضح اعتماد مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة. ويمكن بث درجة معقولة من الغيرية- حب الغيرة" باستثارة الرغبة الطبيعية في كسب الاستحسان الاجتماعي العام والتفوق والامتياز والمكافآت. وهكذا يصوغ دي هولباخ علم الأخلاق عنه قانوناً للطبيعة: "عش لنفسك ولرفيقك فإني (أي الطبيعة) أقر ملذاتك ما دامت لا تؤذيك ولا تؤذي الآخرين الذين جعلتهم ضروريين من أجل سعادتك .. وكن عادلاً لأن العدل يعزز الجنس البشري ويدعمه .. وكن طيباً لأن طيبتك ستجذب كل قلب إليك، وكن متسامحاً حيث أنك تعيش بين كائنات ضعيفة مثلك. وكن متواضعاً لأن كبرياءك تجرح حب الذات عند كل كم حولك. وأعف عن الإساءة والأذى وأحسن إلى من أساء إليك .. حتى تكسب صداقته. وكن معتدلاً مقتصداً في شهواتك عفيفاً فإن الانغماس في الشهوات والإسراف والإفراط سوف يدمرك ويقضي عليك ويجعلك مدعاة للاحتقار (١٣٠).

إن الحكومة إذا أولت عناية أكبر وأكثر جدية لصحة الشعب وحمايته وتعليمه فقد تخف معدلات الجريمة إلى حد كبير (١٣١). وإذا كان الإنسان يخسر كثيراً في عدم الالتزام بالسلوك الاجتماعي السليم فإنه لن يكون على