للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نشرة، ولم يدفع به إلى المطبعة الفرنسية إلا بعد وفاة فريسته أو غريمه. على أن موريليه أخرج على الفور كتاباً لا يهزأ فيه من باليسو وحده بل كذلك من "حاميته" الآنسة دي روبيك-واستصدر أحد أصدقائها في البلاط الملكي أمر بإيداع موريليه سجن الباستيل (١١ يونيه ١٧٦٠) وحصل روسو على أمر بإطلاق سراحه، ولكنه قطع علاقته بالفلاسفة منذ ذلك الوقت. ولطخ باليسو انتصاره بالانغماس في اللهو والشراب. وفي ١٧٧٨ انحاز إلى جانب أنصار فولتير، وانضم ثانية إلى الفلاسفة.

ووقعت أشد ضرباتهم على رأس فريرون. ووصفه ديدرو في ابن أخي رامو (٤٢) بأنه "واحد من جماعة الأدباء المأجورين المبتذلين الذين عاشوا على مائدة الثرى (المليونير) برتان". وخصص فولتير إحدى مقطوعاته الساخرة لفريرون، حيث يقول "بالأمس القريب، في أحد الأدوية لدغ ثعبان جون فريرون، فماذا نظن قد حدث آنذاك؟ لقد مات الثعبان.

ومن أمثلة البذاءة التي أساءت إلى سمعة فولتير والقرن الثامن عشر وصفه لفريرون بأنه "الدودة التي خرجت من إست ديفونتين" (٤٣). ولكن الهجوم الأكبر ورد في رواية فولتير "المرأة الإسكندرية" التي بدأ تمثيلها على المسرح الفرنسي في ٢٦ يوليو ١٧٦٠ حيث كانت محاكاة ساخرة لرواية باليسو "الفلاسفة" مع مبالغات واضحة في أنها نسبت إلى ضحاياه مسئولية هزائم الجيوش الفرنسية في الرحوب وانهيار مالية الدولة. وصور فريرون على أنه كاتب مأجور مبتذل تافه في شارع جرب Grup street ( شارع اشتهر بها الاسم سابقاً)، جاء بالرجس والعار في كل فقرة كتبها نظير بستول واحد (عملة أسبانية أوربية). ومن بين النعوت التي أطلقت عليه في رواية فولتير: وغد، ضفدع الطين (شخص تافه)، كلب، جاسوس، سحلية، ثعبان، موطن النجس والقذارة (٤٤). واتبع فولتير نفس العادة المألوفة فملأ المسرح بأصدقائه أو "بالأخوة" ونافست