للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحدود، وأعان الصناعة بالمال، وشق الطرق، وزاد من سرعة المواصلات وألغى ضرائب المبيعات ومكس المرور. وقد أنذر السفير البريطاني في مدريد حكومته بأن أسبانيا لن تنقضي عليها بضع سنين أخر من أمثال هذه الخطى حتى تغدو خطراً على غيرها من دول أوربا (١٤). ورغبة في تهدئة هذه المخاوف تظاهر البيروني بأنه يجند القوات ليعين بها البندقية والبابوية على الترك. والواقع أنه أرسل ست سفن كبيرة إلى كلمنت الحادي عشر، الذي كافأه بقبعة الكردينالة الحمراء (١٧١٧). كتب فولتير "أن الملكية الأسبانية قد استأنفت حياة جديدة تحت حكم الكردينال البيروني (١٥) ".

ومنح كل شيء إلا الوقت. كان يرجو أن يكسب رضاء الفرنسيين والإنجليز عن الأهداف الأسبانية في إيطاليا، وعرض تنازلات قيمة مقابل هذا الرضا، ولكن الملك المهمل أفسد هذه المناورات بكشفه عن رغبته في الحلول محل فليب أورليان حاكماً لفرنسا. وانقلب هذا على فليب، وانضم إلى إنجلترا والأقاليم في ميثاق للحفاظ على الترتيبات الإقليمية التي حددتها معاهدة أوترخت. وانتهكت النمسا تلك المعاهدة بإكراهها سافوي على إعطائها صقلية مقابل سردانيا. واحتج البيروني بأن هذا يضع عبر البحر المتوسط دولة ما زال رئيسها يطالب بتاج أسبانيا. ولعن تطور الأحداث بهذه العجلة على غير ما ينبغي ثم أذعن لدخول حرب قبل الأوان. واستولى أسطوله الوليد على بلرمو (١٧١٨)، وسرعان ما أخضع جيشه صقلية كلها لسلطة أسبانيا وهنا انضمت النمسا إلى إنجلترا وفرنسا وهولندا في حلف رباعي ضد أسبانيا. وفي ١١ أغسطس ١٧١٨ دمر أسطول بريطاني بقيادة الأميرال بنج الأسطول الأسباني تجاه ساحل صقلية، وحبس خيرة أسبانيا في تلك الجزيرة بينما غزت الجيوش الفرنسية أسبانيا. وطلب فليب وايزابيللا الصلح، فأجيب الطلب شريطة أن ينفي البيروني. ففر إلى جنوه (١٧١٩)، وشق طريقه متخفياً إلى روما عبر لومبارديا التي يملكها النمساويون، وشارك في مجمع