للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكف عن المحاكمة على الأخلاق وعلى التجسس في خصائص الناس-ينبغي أن يكون هذا كله من مبادئ الحكم الأساسية. إن الدين والأخلاق هما ولا شك من بين أهداف الملك الرئيسية". ولكن غيرته يجب ألا تتجاوز الحد إلى عقاب الأجانب وتحويلهم عن دينهم. فالعنف لا جدوى منه في مسائل الدين والأخلاق؛ إنما الحاجة إلى الإقناع. أما عن الرقابة فينبغي أن نكون شديدي التنبه لما يكتب ويباع ولكن تفتيش جيوب الناس وحقائبهم ولا سيما الأجانب إجراء متطرف في الغيرة. ومن اليسير أن نثبت أن كل كتاب محرم يوجد الآن في فيينا رغم الرقابة الصارمة على المطبوعات الآن، وفي وسع أي إنسان أن يغريه هذا التحريم أن يشتريه بمثلي ثمنه ..

"ويجب دفع الصناعة والتجارة قدماً بحظر جميع البضائع الأجنبية فيما عدا التوابل، وبإلغاؤ الاحتكارات، وإنشاء مدارس تجارية، وبالقضاء على الوهم الذي يزعم أن الاشتغال بالتجارة لا يتفق مع النبالة.

وينبغي تقرير حرية الزواج، حتى ما ندعوه الآن بالزواج غير المتكافئ. فلا القانون إلهي ولا الطبيعي يحرمه، فالتحيز وحده هو الذي يوهمنا بأنني أعظم قدراً لأن حدي كان كونتاً، أو لأنني أملك رقاً وقع عليه شارل الخامس. أننا لا نرث من آبائنا غير الوجود البدني، إذن فالملك أو الكونت أو البرجوازي أو الفلاح كلهم سواء (٣١) ".

ولابد أن ماريا تريزا ومستشاريها قد شموا ريح فولتير أو "الموسوعة" في هذه المقترحات. وكان على الإمبراطور الشاب أن يسير الهوينا، ولكنه تقدم. فنقل إلى الخزانة عشرين مليون جولدن-نقداً وسندات وأملاكاً-خلفها له أبوه يف وصيته، ثم غير الدين القومي بفائدة أربعة في المائة بدلاً من ستة. وباع أراضي الصيد والقنص التي كانت للإمبراطور المتوفى، وأمر بذبح الخنازير البرية التي كانت هدفاً وأداة تدمير لمحاصيل الفلاحين. وفتح البراتر وغيره من البساتين للشعب رغم احتجاجات النبلاء ولكن بموافقة أمه (٣٢).