للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه رئيس الأساقفة تعليماته بالعودة إلى سالزبورج، أجاب بأنه لن يستطيع الرحيل قبل ١٢ مايو. وتلا ذلك لقاء مع رئيس الأساقفة، وروى موتسارت ما دار فيه لأبيه فقال:

"إنه رماني بأقذع الشتائم-أوه! إنني في الحق لا أستطيع حمل نفسي على أن أكتبها كلها لك! وأخيراً، حين أحسست بالدم يغلي في عروقي، لم أطق أن أحتمل أكثر مما احتملت؛ فقلت له "إذن فسموك لست راضياً عني" ماذا! أتريد أن تهددني؛ أيها الوغد أيها النذل؟ دونك الباب إذن، لن يكون لي صلة بعد اليوم برجل تعس مثلك! "وأخيراً قلت" ولا أنا بك. "إذن فأخرج! " وفيما أنا خارج قلت "فليكن، وغداً سيصلك مني خطاب". قل لي يا أبي العزيز أما كان لزاماً عليّ أن أقول هذا عاجلاً أو آجلاً؟ … "

"أكتب لي سراً بأنك مسرور-لأن لك الحق في أن تسر حقيقة-وانتقدني انتقاداً قاسياً علانية، حتى لا يقع عليك أي لوم أو تثريب. ولكن إذا نالك من رئيس الأساقفة أي إهانة فتعال إليّ فوراً في فيينا. ففي وسعنا نحن الثلاثة أن نعيش على دخلي (٣١) ".

ودفع بليوبولد في أزمة أخرى. وبدا أن منصبه تعرض للخطر، وكان لابد أن ينقضي بعض الوقت حتى تصلني تأكيدات من كوللوريدو. وأفزعه نبأ مساكنة ابنه لآل فيبر. فقد مات رب الأسرة، وتزوجت إليوسيا الممثل يوزف لانجي، ولكن كان للأرملة بنت أخرى تدعى كونستانتسي تنتظر زوجاً. أفهذا طريق مسدود أخر أمام فولفجانج؟ وتوسل إليه ليوبولد أن يعتذر لرئيس الأساقفة ويعود. ورفض موتسارت لأول مرة أن يطيع أباه. "إنني في سبيل رضاك يا أبي مستعد لأن أتخلى عن سعادتي وصحتي بل وحياتي ذاتها، ولكن شرفي فوق كل شيء عندي، وكذلك يجب أن يكون عندك. يا أعز الآباء وأكرمهم، طالبني بما شئت إلا هذا (٣٢) ". وفي ٢ يوليو بعث إلى ليوبولد بثلاثين دوقاتي عربوناً لمساعدته المقبلة.