للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ليوبولد الثاني تجاهله. وكذلك تجاهل بونتي فرحل إلى إنجلترا وأمريكا، وانتهى به المطاف (١٨٣٨) مدرساً للإيطالية فيما هو الآن جامعة كولومبيا بنيويورك (٩١). واستنجد موتسارت بيوشبرج من جديد (٢٩ ديسمبر ١٧٨٩، ٢٠ يناير، ٢٠ فبراير، ١، ٨، ٢٣ إبريل ١٧٩٠)، ولم يرده خائباً قط، ولكن ندر أن تلقى منه كل ما طلب. وفي أوائل مايو طلب ستمائة جولدن ليؤدي ما استحق عليه من إيجار، فأرسل إليه بوشبرج مائة. واعترف ليوشبرج في ١٧ مايو "أنني مضطر للالتجاء إلى المرابين" وفي ذلك الخطاب ذكر أنه لم يبق له من تلاميذه سوى اثنين، ورجا صديقه "أن يذيع بين الناس أنني مستعد لإعطاء الدروس (٩٢) " على أن ما به من توتر الأعصاب وضيق الخلق كان يحول بينه وبين إجادة التعليم. وكان أحياناً يخلف مواعيده مع تلاميذه وأحياناً يلعب معهم البليارد بدلاً من أن يعطيهم درساً (٩٣). ولكنه كان إذا وجد طالباً ذا موهبة مبشرة بذل له نفسه دون تحفظ، وهكذا نراه يعلم يوهان هومل في اغتباط وبنجاح، وقد تتلمذ له (١٧٨٧) وهو لا يزال في الثامنة، وأصبح عازفاً شهيراً للبيانو في الجيل التالي.

وأضافت الأمراض الخطيرة آلاماً إلى أحزان موتسارت. وقد شخص طبيب أوجاعه بأنها "التهاب مفرز لحويصلة الكلية مصحوب بتقيح، وتضررات بؤرية كامنة، تفضي بالضرورة إلى عجز كلوي تام (٩٤) ". وهذا معناه التهاب في الكلى صديدي مضعف. كتب إلى بوشيرج في ١٤ أغسطس ١٧٩٠ يقول "إنني اليوم في منتهى التعاسة لم يغمض لي جفن في الليلة البارحة لشدة الألم … تصور حالي-عليل تتوشني الهموم والمنغصات … ألا تستطيع إعانتي بمبلغ تافه؟ إنني أرحب جداً بأقل مبلغ". وأرسل له بوشبرج عشرة جولدنات.

واتخذ موتسارت رغم سوء حالته الصحية خطوة يائسة ليعول أسرته. ذلك أنه تقرر تتويج ليوبولد بفرانكفورت في ٩ أكتوبر ١٧٩٠. وكان في حاشية الإمبراطور سبعة عشر موسيقياً للبلاط، ولكن موتسارت لم يدعَ. ومع ذلك ذهب بصحبة فرانتز هوفر زوج أخته وعازف الفيولينه. ورهن موتسارت آنية الأسرة الفضية ليغطي نفقة الرحلة. وفي فرانكفورت عزف