للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشيد من ١٧٤١ إلى ١٧٦٣ مصمماً بيده أو بيد معاونيه. فعلى ضفة نيفا اليسرى أقام (١٧٣٢ - ٥٤) "القصر الشتوي" الذي أحرق في ١٨٣٧ ولكن أعيد بناؤه طبقاً لتصميمه الأصلي فيما يظن: كتلة هائلة من النوافذ والعمد في ثلاث طبقات، تعلوها التماثيل والشرفات المفرجة؛ وكان أقرب منه إلى ذوق اليزابث قصر زاركوي سيلو (أي قرية القيصر)، المشيد على ربوة تبعد خمسة عشر ميلاً جنوبي سانت بطرسبرج. وعلى يساره بني كنيسة، وفي داخل القصر كان سلم فخم يؤدي إلى قاعة كبرى تضيئها نوافذ ضخمة بالنهار وست وخمسون ثرياً بالليل؛ وفي الطرف الأبعد قاعة العرش وأجنحة الإمبراطورة، ثم حجرة صينية تقدم فروض الإجلال التي درج القرن الثامن عشر على تقديمها للفن الصيني. وهناك "حجرة الكهرمان" المكسوة بألواح من الكهرمان والتي أهداها فردريك وليم الأول بديلاً لخمسة وخمسين من رماة القنابل اليدوية الفارعي الأجسام، وقاعة للصور تضم بعض المجموعات الإمبراطورية. أما داخل القصر فأكثره بزخرفة ركوكية، وصفها رحالة إنجليزي بأنها "مزيج من الهمجية والفخامة" (١٧). وقد أزيلت بأمر كاترين الثانية زخارف الواجهة الذهبية، فقد كانت كاترين بسيطة نقية في ذوقها.

وكان الأدب أبطأ تطوراً من الفن. فقد افتقد التشجيع لندرة القراء، وقيدت رقابة الكنيسة والدولة حرية التعبير، ولم تكن اللغة الروسية قد صقلت ذاتها نحواً ولفظاً بحيث ترقى إلى مستوى الأداة الأدبية. ومع ذلك فحتى قبل تولي اليزابيث العرش (١٧٤٢ (ترك ثلاثة من الكتاب بصماتهم على صفحة التاريخ. وأولهم فازيلي تايتشيف-كان صاحب نشاط وفكر، رحالة مؤرخاً، دبلوماسياً وفيلسوفاً، يحب روسيا ولكنه يفتح عقله في تشوق للتطورات الاقتصادية والفكرية في الغرب. وكان واحداً من ذلك النفر من الشباب الذين أوفدهم بطرس إلى الخارج بغية إخصاب روسيا فكرياً. وقد أعاد بأفكار خطرة: فقد قرأ الأصول أو الخلاصات لكتب