للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلوم الطبيعية واللغات الحديثة. وكان هذا عملاً بطولياً، لأنه لم يكن لديه مال ولاكتب، ولا معلمون ولا تلاميذ، ومع ذلك فقد جعل من كلية النبلاء هذه بعد خمسة عشر عاماً من الكد معهداً ذائع الصيت مرموقاً، وأحد المنابع للإحياء الثقافي في عهد بونياتوفسكي ولدستور ١٧٩١ المستنير. وقد دعا لإصلاح اللغة البولندية تخليصاً لها من العبارات اللاتينية والبلاغة المزوقة؛ واحتجت الأمة، ولكنها تعلمت. ثم توج كونارسكي أعماله بإصداره في بولندة (١٧٦٠ - ٦٣) أهم رسالة سياسية في القرن، تحمل هذا العنوان البريء، "في التسيير الفعال لدفة المناقشات" ولكنها احتوت ثورة شعواء على حق النقض المطلق. وهنا أيضاً ارتفعت الاحتجاجات الكثيرة ولكن بعد عام ١٧٦٤ لم يحل "ديت" بحق النقض. وبمعونة كونارسكي بدأ يونياتوفسكي إصلاح الدستور البولندي.

وقبل ذلك الإحياء الرائع المتقطع عانت بولندة سبعة عشر عاماً من الفوضى والعار والاضمحلال تحت حكم الملوك السكسون.

[٢ - الملوك السكسون]

١٦٩٧ - ١٧٦٣

في موضع آخر من هذا الكتاب (١٣) ذكرنا كيف تخطى الديت البولندي ابن سوبيسكي العظيم ليعطي تاج بولندة لفردريك أوغسطس، ناخب سكسونيا الذي دخل في المذهب الكاثوليكي بين عشية وضحاها ليصبح أوغسطس الثاني (أي القوي) ملك بولندة، وكيف ولى شارل الثاني عشر ملك السويد مكانه ستانسلاس لشتشز نسكي (١٧٠٤)، وكيف أتاحت هزيمة شارل في بلطاوة (١٧٠٩) لأوغسطس أن يستعيد عرشه، وقد تمتع بالقليل من السلطات التشريعية التي كان يتمتع بها ملوك القرن الثامن عشر، ولكن بكل امتيازات الملوك الجنسية. فلما فشل في حكم بولندة رد حبه إلى سكسونيا، فجمل درسدن، وأترع جوفه بالجعة، وأفرغ عافيته بالخليلات، ثم أضاف الإهانة إلى الأذى باتخاذه واحدة فقط من هؤلاء الخليلات من بين حسان