للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يؤلفون مجلساً أرستقراطياً من أشخاص اختيروا لتقواهم أو عراقتهم أو حكمتهم أو بسالتهم أو ثرائهم؛ ثالثاً مجلس العموم الذي يختاره أفراد الشعب اختياراً حراً من بينهم، مما يجعله نوعاً من الديموقراطية؛ وبما أن هذه الهيئة الكلية التي تحركها مختلف الدوافع والتي تعنى بمختلف المصالح … لها التصرف الأعلى في كل شيء، فلا يمكن أن يكون هناك عمل مزعج يحاوله أي فرع من الفروع الثلاثة إلا حال دونه الفرعان الآخران؛ لأن كل فرع مسلح بسلطة سلبية تكفي لصد أي بدعة تراها غير لائقة أو خطرة. وهنا إذن تكمن سيادة الدستور البريطاني، وتكمن على خير ما يمكن للمجتمع (١٢).

وقد تبتسم لنزعة المحافظة المشوبة بحب الوطن لفقيه قانوني شامخ ينظر إلى الأمر من موقعه العالي المريح، ولكن أغلب الظن أن حكمه كانت تكرسه تسعون في المائة من الشعب الإنجليزي أيام جورج الثالث.

[٢ - أبطال الدراما]

كان أشخاص الدراما من أشهر من حواهم التاريخ الإنجليزي. فعلى القمة جورج الثالث الذي تربع على العرش طوال العوام المنحوسة (١٧٦٠ - ١٨٢٠) التي مرت بإنجلترا خلال الثورتين الأمريكية والفرنسية وحروب نابليون. وكان أول الملوك الهانوفريين المولودين في إنجلترا، أول من نظر إلى نفسه كرجل إنجليزي، وأول من استغرقه الاهتمام بالشئون الإنجليزية. وهو حفيد جورج الثاني، وابن فردريك لويس أمير ويلز العتيد الذي كان قد مات في ١٧١٥. وكان ملك المستقبل جورج الثالث آنئذ في الثانية عشرة من عمره. وخافت عليه أمه، أوجستا أميرة ساكسي-جوتا من "شباب الطبقة العليا الأرذال سيئ التربية" الذين كانت تلقاهم، فعزلته عن مثل هذه المعاشرات، ونشأته-واحداً من ثمانية أطفال-في عزلة مانعة عن اللعاب والأفراح والضجيج والتفكير في أترابه وفي جيله. ومن ثم شب هياباً، كسولاً، متديناً، سيئ التعليم، تعساً. وقد قال لأمه اللوامة "لو أنني رزقت ولداً لما جعلته تعساً كما تجعلينني (١٤) ". وقد بث فيه احتقارها لجده لأنه أطاق تسيد البرلمان، وكانت تردد على مسامعه المرة بعد المرة، "كن ملكاً يا جورج! "-وأهابت به أن ينتزع قيادة الحكم النشيطة من جديد.