للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للتفويضات العامة ذلك الاستعمال السيئ للسلطة الذي لأبغضه البريطانيون بغض الفرنسيين لأوامر القبض المختومة.

وشاء ولكس أن يعاند القدر، فاشترك مع توماس بوتر (ابن رئيس أساقفة كنتربري) في تأليف "مقال عن المرأة" وهو معارضة شعرية ساخرة لقصيدة بوب "مقال عن الإنسان (الرجل) ". وكان خليطاً من البذاءة والتجديف، مزوداً بحواشي تنبئ بعلم الشاعر الواسع وتنسج على المنوال ذاته، ونسب المقال إلى الأسقف وليم روبرتن، الذي كان قد أضاف هوامش لقصيد بوب. وطبع المقال الصغير في مطبعة ولكس في بيته، لكنه لم ينشر، غير أن ثلاثة عشرة نسخة طبعت خصيصاً لبضعة أصدقاء، وحصل وزراء الملك على تجارب الطبع، وأقنعوا إيرل ساندوتش بأن يقرأها على مجلس اللوردات، ففعل الإيرل (١٥ نوفمبر)، الأمر الذي أضحك الأشراف، وكانوا عليمين بما اشتهر به ساندوتش من خلاعة وتهتك. ويخبرانا وليول بأنهم "لم يستطيعوا الاحتفاظ برزانتهم" وساندوتش ماض في القراءة، ولكنهم وافقوا على أن القصيدة "قذف فاضح بذيء فاسق"، وطلبوا إلى الملك أن يقدم ولكس للمحاكمة بتهمة التجديف. وحين أخبر ساندوتش ولكس بأنه سيموت إما شنقاً أو من مرض سري، أجاب "ذلك يا مولاي اللورد رهن بمن أعانق-مبادئك أم خليلتك" (٧٥).

وفي ذلك اليوم ذاته-يوم ١٥ نوفمبر-قام ولكس في مجلس العموم ليسجل شكوى من إهدار حقه البرلماني بالقبض عليه. ولكن المجلس صوت ضده، وأمر البرلمان الجلاد بأن يحرق علناً العدد ٤٥ من "بريطاني الشمال". وفي اليوم السابع عشر تحدى صموئيل مارتن ولكس للمبارزة، وكان قد سبه في ذلك العدد. فالتقيا في هايد بارك، وجرح ولكس جرحاً خطيراً، وألزم الفراش شهراً. وأدان أهالي لندن مارتن باعتباره قاتلاً مأجوراً، وأحدثوا شغباً حين حاول الجلاد أن يحرق العدد ٤٥، وأصبح الهاتفان "ولكس والحرية" و "العدد الخامس والأربعون" شعارين على تمرد شعبي صاعد ضد الملك والبرلمان (٧٦). ثم حاول اسكتلندي مسعور قتل ولكس،