للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضهم بعضا … لا يستطيع التاريخ أن يصور هذه الأيام المرعبة، ولا الغيلان التي تملأها ومن معها (مع الغيلان) من برابرة … أكانت باريس يوما مثل روما أو بابل؟ ".

وتنبأت أن دورها سيحين حالا فقد كتبت في مذكراتها المخطوطة كلمة وداع لزوجها وعشيقها اللذين هربا من الشرك الذي أعدّ لهما:

"آه يا صديقي، ربما قادكما قدركما الملائم السمح إلى الولايات المتحدة الملاذ الوحيد للحرية .. وأنت يا زوجي وصديقي قد اعتراك الضعف فقد صرت عجوزا قبل الأوان وتملصت من القتلة بصعوبة، أيسمح لي أن أراك مرة أخرى؟ … إلى متى يجب أن أبقى شاهدة على خراب بلادي وانحطاط مواطني؟ ".

ولم يطل الانتظار ففي ٨ نوفمبر سنة ١٧٩٣ مثلت أمام المحكمة الثورية ووجهت إليها تهمة الاشتراك مع رولان في إساءة استخدام الميزانية العامة وإرسالها خطابات من زنزانتها لتشجيع باربارو Barbaroux وبوزو Buzot اللذين كانا في ذلك الوقت يثيران التمرد على سيطرة اليعاقبة على المؤتمر الوطني، وعندما تحدثت مدافعة عن نفسها اتهمها الحضور (المشاهدون) الذين تم اختيارهم بعناية بأنها خائنة. وصدر الحكم بأنها مذنبة وتم إعدامها بالمقصلة في اليوم نفسه في ميدان الثورة. وثمة رواية غير مؤكده تفيد أنها نظرت إلى تمثال الحرية الذي أقامه ديفيد في الميدان المهيب، وصاحت: " آه أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك! ".

وتبعها إلى المقصلة موكب من الثوريين، ففي ١٠ نوفمبر أتى دور باييه Bailly رئيس البلدية والفلكي الذي كان قد قدم شارة الثورة الحمراء للملك وكان قد أمر الحرس الوطني بإطلاق النار على مقدمي الالتماسات في غير الوقت المحدد في معسكر دي مارس. وفي ١٢ نوفمبر هوت المقصلة على فيليب مساواه Philippe Egalite، ولم يفهم لم رغب الجبليون (اليسار) في إرسال مثل هذا الحليف المخلص إلى المقصلة! إن السبب هو أن الدماء الملكية تجرى في عروقه وأنه كان يتلهف للوصول للعرش. من الذي يستطيع أن يقول إن هذه الرغبة الملحة يمكن أن تعتريه مرة أخرى؟، وفي ٢٩