للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر ألف أسير، وتراجع فيرسمر Wurmser إلى روفيريتو Rovereto فتبعته القوات الفرنسية وألحقت به الهزيمة هناك، كما ألحقت به هزيمة أخرى في باسانو Bassano ، وهرب القائد العجوز الحزين مع من تبقى من جيشه ليجد له ملجأ خلف أسوار مانتوا Mantua، فترك نابليون بعض فصائل قواته للتعامل معه هناك.

لكن - الآن - وصلت قوات نمساوية إضافية عددها ٠٠٠.٠٦ مقاتل بقيادة بارون ألفتزي Alvinczy عبر جبال الألب لتخوض حربا مع ٠٠٠.٥٤ مقاتل فرنسي هم من بقى الآن مع نابليون. والتقى الجيشان في أركول Arcole، لكن هذه القوات النمساوية كانت على الجانب الآخر من نهر أديجي Adige ولم يكن يمكنها العبور إلا على جسر في ظل وابل من النيران. ومرة أخرى - كما حدث في لودي Lodi في الأدا the Adda كان نابليون من بين أول العابرين. وقد حكى نابليون بعد ذلك: "عندما كنت في معمعة المعركة، ألقى مساعدي الكولونيل مويرو Muiron بنفسه ناحيتي وغطاني بجسده وتلقى عني قذيفة كانت موجهة لي، وغرق عند قدمي" (٨٥). وفي معركة الأيام الثلاثة التي تلت ذلك (٥١ - ٧١ نوفمبر ٦٩٧١) تراجع النمساويون - بعد قتال شرس - تراجعا منظما. وأعاد ألفنتسي Alvinczy ترتيب قواته في ريفولي Rivoli لكنه لاقى هناك هزيمة أخرى، فقاد ألفنتسي ما تبقى من قواته - بعد أن فقد ٠٠٠.٠٣ مقاتل، وعاد متراجعا إلى النمسا. أما فيرسمر Wursmer فبعد أن فقد الأمل في استرجاع شيء وبعد أن عانت قواته من الجوع بشكل يدعو للشفقة - استسلم في ٢ فبراير سنة ٧٩٧١، وبذلك يكون قد تم استيلاء الفرنسيين على لومبارديا.

وبعد ذلك استدار نابليون - النهم - بقواته إلى الجنوب في اتجاه الولايات الباباوية، وطلب - بأدب - من البابا بيوس السادس Pius VI أن يتنازل عن بولونيا Bologna وفرارا Ferrara ورافنا Ravenna وأنكونا Ancona والأراضي التابعة لهذه المدن جميعا. وبالفعل