للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد شعر نابليون أنه كقائد يعمل على إخراج فرنسا من حالة الفوضى بفرض نظام إداري يتَّسم بالكفاءة، وبتحقيق جيوشها انتصارات - في الوقت نفسه - ضد التحالفات المعادية، أنَّ من حقه أن يتوقع - أو يفرض عند الضرورة - معنويات عامة وأخلاقاً عامة على الجماهير، وأن يفرض تنسيقا بين الروح الوطنية والإرادة الوطنية للدفاع عن جمهورية فرنسا الجديد وحدودها الطبيعية - لكن هذه المرأة (مدام دي ستيل) جمعت حولها كلا من الموالين للملكية واليعاقبة Jacobins ووحَّدتهم ضده، ووالت أعداءه.

وكان والد جرمين متفقاً مع نابليون. لقد أنَّبها (أي أنّب ابنته) لهجومها المتواصل على الدكتاتور الشاب (نابليون) وقال لها إن شيئاً من الدكتاتورية ضروري أثناء الحرب. لكنها أجابته قائلة: "إن الحرية أهم من النصر". وشجعت مدام دي ستيل، بيرنادوت في معارضته لنابليون، وكتبت بعض الخطب التي ألقاها كونستانت في التريبيونيت Trebunate (مجلس الدفاع عن حقوق الشعب) ضد انتهاكات نابليون لاختصاصات وصلاحيات المجلس التشريعي (الهيئة التشريعية). لقد كانت هي (مدام دي ستيل) وبونابرت سريعي الغضب متّسمين بالغرور، ولم تكن فرنسا لتتسع لكليهما، ليكون كل منهما حراً يتصرف كما يشاء.

وفي ربيع سنة ١٨٠١ كتب نابليون لأخيه جوزيف Joseph (يوسف): "إن السيِّد دي ستيل في بؤس شديد، ومع هذا فإن زوجته تُقيم الولائم والحفلات الراقصة" ونقل جوزيف إليها هذا التوبيخ، فانتقلت إلى مقرِّ إقامة زوجها في ميدان الكونكورد (الكلمة تعني الوفاق) فوجدته وقد أخذ به الشَّلل كل مأخذ، فراحت تُمرِّضه وتعتني به، وفي شهر مايو سنة ١٨٠٢ أخذته معها عندما غادرت باريس إلى سويسرا، ومات في الطريق وتمّ دفنه في مقبرة كوبت. وفي العام نفسه بدأت مدام دي ستيل في تعاطي الأفيون لأن نوبات الهياج كانت تعتريها.