للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كولنز هذا رجلا معتزا بنفسه وواعيا بقداسته، لكنه يراعي بعناية الفروق الطبقية والمصالح المادية. ومن خلاله قدمت المؤلفة صورة قاسية للتبعية المطلقة للطبقة الاجتماعية المغلقة، تلك التبعية التي وقع فيها هذا القس الإنجليكاني Anglican المتدني الرتبة في السلك الكهنوتي. لقد كان هجاء المؤلفة شديدا، لكنه كان واضحا وعميقا وحادا كحد المقصلة.

وأتى الشاب المبجل ورأى أن جين الجميلة منيعة صعبة القياد فتقدم للزواج من إليزابيث التي أربكت الأسرة برفضها إياه فقد كانت إليزابيث حبيسة الصورة المثالية التي رسمتها لشريك حياتها. لكن ماري تُوجِّه عينيها وابتساماتها صوب وريث الثروة الموعود وراحت تلفت نظره برقتها وقد دفعه هذا إلى طلب يدها من والديها السيد والسيدة بنت، وهي لم تفعل ذلك إلا لإحساسها أن زواج الأخت الثالثة قبل الأخريات سيكون شركاً بكل معنى الكلمة.

لقد بدت كل الأمور على ما يرام ولكن ليديا كانت خائفة أن يفوتها قطار الزواج بسبب تهور السيد وكهام Wickham معها. لقد تلوثت الأسرة كلها بسبب خطيئتها مع السيد وكْمان وتجنبها كل الجيران تقريبا. وأرسل السيد المبجل كولنز توبيخاً للسيد بنت: "إن موت ابنتك كان أفضل مما حدث … من الذي سيرتبط بمثل هذه الأسرة؟ " وأنقذت إليزابيث الجميع بإغرائها السيد داركي Darcy الطبقي المتحفظ بتمنعها وكبريائها فألقى بملاينيه تحت قدميها وأجبر وكمان على إصلاح خطئه بالزواج من ليديا وحلت كل المشكلات وعبّرت المؤلفة عن هذا بطريقتها الساحرة لدرجة أن السيد بنجلي Bingley اكتشف أنه كان دوماً يحب جين.

أما رواية حديقة مانسفيلد فقد كانت أفضل بناء، فقد كان الحل متوقعاً في مستهل القصة. ويكاد يكون الإعداد له في كل حدث من أحداث الخطة بشكل تدريجي (خطوة خطوة). ولم تكن شخصيات القصة مجرد دمى في حبكة فنية وإنما كانت أرواحا تشق طريقها في الحياة بحيوية، وكلها توضح بشكل سوي توجيه (أو ملاحظة) هيراكليتوس Heracleitus التي مؤداها شخصية الإنسان هي قدره (وستكون هذه الملاحظة هي الدليل المرشد في كل القصة) أما الحديقة فمن الممتلكات الجميلة للسيد توماس برترام Thomas Bertram