للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البشرية وانغمسوا فيما يكاد يكون أنانية لا تبحث إلا عن اللذة أو بتعبير آخر الأنانية الإبيقورية - وذلك نتيجة الفشل الكامل للثورة الفرنسية لقد اتفقا على أن ذروة الأدب هو الزواج السعيد بين الفلسفة والشعر.

وعندما عاود وردزورث التفكير شعر أنه غير مستعد لمواجهة هذا التحدي. وكان قد أحدث تطويرا مهما في (المقدمة) ليجعل منها تاريخا لتطوره العقلي (النفسي) فكيف يستطيع كتابة شرح أفكاره أو عرضها قبل إنجاز هذا العمل (الناسك)؟ لقد نحى (الناسك) جانبا وتابع كتابة (المقدمة The Prelude) إلى نهايتها. وبعد ذلك وجد نفسه واهن العزم قليل الثقة، وكان خروج كولردج من حياته قد حرمه من الإلهام الحي الذي كان يحفزه على العمل في وقت من الأوقات.

وفي ظل هذه الأحوال المثبطة كتب (الرحلة The Excursion) لقد بدأها بداية جيدة بوصفه لأطلال المسكن حيث كان يعيش الجوال (الرحالة) ويبدو أنه أخذ هذا الوصف من عمله الذي تخلى عنه ولم يكمله ونعني به الناسك Recluse وهذه الصورة التي رسمها وردزورث تقود الرحالة إلى العزلة والتنسك Solitary فهو يحكي لنا كيف فقد إيمانه الديني وأصبح متخماً بالحضارة فعاد إلى سلام الجبال. وقدم لنا الجوال الدين على أنه العلاج الوحيد لليأس، والمعرفة شيء طيب لكنها تزيد من قوتنا أكثر من زيادتها لسعادتنا، ثم ينقاد للقس (راعي الأبرشية) الذي يقدم الإيمان البسيط والترابط الأسري عند رعاياه الفلاحين باعتبارهما أكثر حكمة من محاولة الفيلسوف صياغة حكمة العصور في روابط فكرية. لقد كره الجوال حياة المدن المصطنعة وشرور الثورة الصناعية ودعا إلى تعليم عالمي وتنبأ بآثاره العظيمة. وعلى أية حال فإن القس (راعي الأبرشية) كانت لديه الكلمة الأخيرة فراح ينشد أنشودة التسبيح للرب.

وقد نُشرت (الرحلة) وهي في جانب منها (الناسك) في سنة ١٨١٤ وبيعت النسخة بجنيهين (ومن المفترض أن المقدمة لم تكن قد طبعت حتى سنة ١٨٥٠) وطلب وردزورث من جيرانه - كلاركسون Clarksons - مساعدته في بيع نسخ مطبوعة بين أصدقائهم من طائفة الكويكر Quaker الذين كانوا أثرياء وشغوفين بالكتب التنويرية والثقافية وقدم نسخة للروائي تشارلز لويد Charles Lloyd على ألا يعيرها لأي قادر على شراء نسخة ورفض أن يعير نسخة لأرملة