للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول لقاء بين الشاعرين. وكان بايرون قد قرأ (الملكة ماب) فامتدح القدرة الشعرية لكنه صمت تأدبا فيما يتعلق بالجانب السياسي الذي تنطوي عليه، فقد كان من الصعب أن يتوقع من شاب في الرابعة والعشرين أن يفهم فضائل الأرستقراطية - رغم أنهما ربما اتفقا على أهمية التوريث. وأخيرا اعتبر شيلي أن لورد بايرون أرقى منه شعرا.

وفي ٤ يوليو استأجر بيتا في مونتاليجر Montallegre التي تبعد عن جنيف بميلين، وتقع على الشاطئ الجنوبي لبحيرة جنيف. في ٧ يوليو استأجر بايرون فيلا ديوداتي Diodati التي لا تبعد عن شيلي سوى بمسيرة عشر دقائق، واشتركا معا في استئجار قارب صغير وغالبا ما كانت الأسرتان تبحران فيه معاً في البحيرة كما كانا يقضيان الأمسيات في النقاش والمسامرة في فيلا ديوداتي.

وهناك، في ١٤ يوليو، اقترح بايرون أن يكتب كل واحد منهم قصة عن الأشباح. وحاول كل منهم وفشلوا إلا ماري التي كانت في التاسعة عشرة من عمرها فقد ألفت واحدة من أشهر الروايات في القرن التاسع عشر. هي:

"فرانكنشتين أو بروميثيوس المعاصر Frankenstein، or the Modern Prometheus"

وتم نشرها في سنة ١٨١٨ وكتب شيلي مقدمة لها. وقد طرحت القصة - من بين أمور أخرى كثيرة - قضيتين غاية في الأهمية، ما تزالان محل اهتمام: أيمكن للعلم أن يخلق الحياة؟ وهل يمكنه تسخير قوته لمنع الشر بنفس مقدرته على إزجاء الخير؟

واقترح بايرون أيضا أن يقوم هو وشيلي بالطواف بقاربهما المتواضع حول البحيرة وأن يتوقفا عند النقاط التاريخية خاصة التي حققت شهرة بسبب كتاب روسو "هلويز الجديدة" (Julie، ou La Nouvelle Heloise) ووافق شيلي رغم أنه لم يكن قد تعلم السباحة. وانطلقا في ٢٢ يونيو واستغرق منهما الوصول إلى مليري Meillerie (في سافوي) يومين، وهناك تطلعا إلى البقعة التي افترق فيها سان - برو Saint - Preux عن جولي (كما ورد في الرواية أي أن هذه الأسماء وردت في الرواية وليس لها بالضرورة حقيقة تاريخية) وحيث - كما هو مفترض - نقش اسمها على الصخر. وواصلا الرحلة فتعرضا لعاصفة مفاجئة وغمرت الأمواج بشكل متكرر مقدمة القارب مهددة بقلبه رأساً على عقب، وقد تذكر بايرون بعد ذلك ما حدث:

"لقد خلعت معطفي وطلبت منه أن يفعل الشيء نفسه وأن يمسك بالمجداف وأخبرته أنني