للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمخاخ المعروفة - إذ كان يزن ٧١٠ جرامات وهو رقم يزيد على أعلى متوسط لمخ الإنسان العادي. وربما أضعفه وعجل بنهايته ما عرف عنه من إفراط في الأمور الجنسية، وإفراطه في تناول الطعام أحيانا، وإفراطه في الحمية أحيانا أخرى بغير ضابط، فقد أضعف كل هذا مقاومته للإجهاد والقلق والهواء الرطب المحمل بالعفونة.

ولم تصل أخبار موته إلى لندن حتى ١٤ مايو، إذ حمل هوبهوس Hobhouse هذا الخبر إلى أوجستا لاي، وقد صدما معاً بهذا البناء. والآن عاد هوبهوس لمشكلة المذكرات السرية لبايرون. لقد كان مور Moore قد باعها للناشر مري Murray بمبلغ ألفين من الجنيهات، فحاول هذا الأخير دفعها للمطبعة رغم تحذير مستشاره وليم جيفورد قائلاً على حد تعبير هوبهوس:

"إنها لا تصلح إلا لبيوت الدعارة والمواخير وستسيء كثيرا جدا إلى اللورد بايرون وستلحق به عاراً أبديا إن نشرت".

واقترح مرى وهوبهوس إتلاف المخطوطة، واعترض مور ولكنه وافق أن يترك الأمر لرأي السيدة لاى Leigh فكان من رأيها إحراق المذكرات، وتم ذلك بالفعل، وأعاد مور الألفي جنيه إلى مري.

وأصر فلتشر الخادم العجوز الذي صاحب لورد بايرون على أن سيده قد عبر عن رغبته قبل موته بقليل أن يدفن في إنجلترا، إلا أن السلطات اليونانية وعامة اليونانيين اعترضوا على ذلك لكن كان عليهم أن يقنعوا بأجزاء من أمعائه تمت إزالتها قبل تحنيطه. وتم حفظ بدنه باستخدام ١٨٠ جالون من الخمور، ووصلت الجثة بالفعل إلى لندن في ٢٩ يونيو، وتم تقديم طلب لسلطات كنيسة وستمنستر لدفن الشاعر في الركن المخصص للشعراء فيها لكن الطلب لم يلق قبولا.

وفي ٩/ ١٠ يوليو سمح للعامة بإلقاء نظرة على الرفات المكفن فأقبل أناس كثيرون من قليلي الذكر، لكن بعض ذوي الحيثية سمحوا بأن تسير عرباتهم الخالية (أي التي لم يكونوا هم أنفسهم فيها) بالسير في الموكب الذي واكب الجثة من لندن إلى نوتنجهام في ١٢ - ١٥ يوليو. ورأت كلير كليرمونت، وماري شيلي من النافذة، موكب الجنازة وهو يتحرك. وفي ١٦ يوليو جرى دفن الشاعر في قبو أجداده بجوار أمه في كنيسة هكنال توركارد Hucknall Torkard - وهي قرية بالقرب من مبنى نيوستيد، وهو مبنى دير