للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ميدان الرومانسية المزدهرة في الأدب الإنجليزي؛ لأنه كان يحب التفكير في نفسه كسليل للقبائل الإسكتلندية التي كانت عداواتها وحروبها منبعا لأمور مثيرة كانت موضوعا للقصائد والأغاني الإسكتلندية التي كان يرددها في مرحلة طفولته. وعلى أية حال فقد كان أبوه هو الوكيل القانوني لأدنبره، أما أمه فابنة أستاذ للطب في جامعة أدنبره. ولد في سنة ١٧٧١ وكان واحدًا من بين اثني عشر أخا مات ستة منهم في مرحلة الطفولة، وكان أمر شائعا في ذلك الوقت، وأصيب بشلل الأطفال وهو في الشهر الثامن عشر من عمره فأصيب من جراء هذا المرض بعرج دائم في ساقه اليمنى. ومما ساعد سكوت على تكوين صداقة على نحو ما مع بايرون الشاب اشتراكهما في العاهة رغم اختلافهما في القيم والأخلاق والمعتقدات.

وبعد أن انتظم في كلية أدنبرة القديمة بدأ سكوت يتدرب طوال خمس سنوات على يد والده في مجال القانون، وفي سنة ١٧٩٢ أصبح محاميا أمام المحاكم الإسكتلندية. وقد أتاح له زواجه من شارلوت شاربنتير (١٧٩٧) وميراثه عن أبيه دخلا طيبا. وكان اجتماعيا محبوبا كما كان له عدد كبير من الأصدقاء من ذوي النفوذ استطاع عن طريقهم أن يعين كاتبا للتنازل (يسجل وثائق التنازل عن الملكية وخلافه للغير) في أدنبره في سنة ١٨٠٦. وقد أتاحت له المخصصات المالية وبعض ما أوصى له به أقرباؤه فرصة إهمال العمل في مجال المقانون، بل والتخلي تماما عنه بعد ذلك ليشبع رغبته الأدبية. لقد أحيت مقابلة تمت مصادفة مع روبرت بيرنز Burns وولوعه بكتاب توماس بيرسي Percy عن الشعر الإنجليزي القديم Reliques of ancient English Poetry وتعرفه على الأشعار الغنائية لجوتفريد بيرجر Gottfried Burger - خاصة قصيدة لينور Lenore - كل ذلك أحيى اهتماماته الأولى في أيام الصبا بالشعر الإنجليزي القديم وفي سنة ١٨٠٢/ ١٨٠٣ أظهر - في ثلاثة مجلدات كتاب أغاني إسكتلندا The Minstrelsy of the Scottish Border . وقد أثارته هذه الحكايات الشائقة المنطوية عليها هذه الأغاني فحاول كتابة أشعار على نسقها، وفي سنة ١٨٠٥ أصدر (أغنية آخر المغنين) الذي بيع منه عدد كبير من النسخ شكل رقمًا قياسيا بالنسبة إلى المبيع من دواوين الشعر في بريطانيا. وعندما ذهب إلى لندن في سنة ١٨٠٧