للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقريبا، وتنافس شباب روما في جر عربته (بدلا من ترك الخيول تجرها) إلى الكورينال Quirinal (حيث قصره).

لقد استطاعت إدارة نابليون الفرنسية للولايات الباباوية في فترة حكمها القصيرة بمساعدة من الليبراليين من أهلها إحداث نقلة مهمة في الحياة الاقتصادية والسياسية، كانت نقلة سريعة ونشيطة، وربما سببت هذه السرعة وهذا النشاط بعض الآلام. لقد أنهت الإدارة الفرنسية الإقطاع ومحاكم التفتيش وأغلقت ما يزيد على مائة كنيسة ودير وسرحت ٥،٨٥٢ راهباً وراهبة. وطردت الموظفين المرتشين الفاسدين، وأخضعت الجهات المختلفة لنظم محاسبية. وأصلحت الطرق وزادت فيها من قوات الشرطة، وكادت تقضي تماما على اللصوصية وقطع الطرق.

وجعلت الشوارع نظيفة مضاءة ليلا، وجففت مستنقعات بونتين Pontine وأتاحتها للراغبين في زراعتها، وأعلنت حرية الاعتقاد (الحرية الدينية)، وسمحت لليهود بالانتقال بحرية من معازلهم their ghetto وانتعشت وحسنت من أوضاع السجون، وبنت المدارس وزودتها بالمعلمين، وتم افتتاح جامعة جديدة في بيروجيا Perugia، واستمرت أعمال الكشف عن الآثار الكلاسيكية وعين كانوفا Canova للإشراف على متحف يضم ما يعثر عليه من آثار، لكن الإدارة الفرنسية كانت تجمع الضرائب بدأب كما كانت تجند المواطنين إلزاميا في الجيش. واشتكي التجار من القيود التي فرضتها الإدارة الفرنسية على التعامل مع إنجلترا. وشعر غالب السكان بالتعاسة لتغيير مؤسساتهم التقليدية، وللمعاملة المخزية التي لاقاها البابا الذي كانت له شعبية، وبدأ الناس - حتى الملحدون - يحبونه وراح الناس يتطلعون إلى الماضي بحسرة، متمنين عودة حكم البابا، ذلك الحكم المتسم بالنعومة والهدوء والتراخي.

لقد كان إقدام نابليون على سجن البابا بيوس السابع خطأ فاحشا من حاكم عرف بدهائه وحنكته. لقد كانت اتفاقات الوفاق التي عقدها مع الكنيسة الكاثوليكية في روما وكذلك تتويجه إمبراطوراً قد جعلته مؤتلفاً مع الكاثوليك في أنحاء أوربا بل وجعلت كل ملوك أوربا تقريبا يقبلونه من الناحية الرسمية لكن معاملته السيئة للبابا في الفترة الأخيرة جعلت كل الكاثوليك تقريبا وكثيرا من البروتستنت ينفرون منه. لقد كانت الباباوية قد قويت