للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البروسية على طول الراين، واستدعى إلى برلين في سنة ١٨٠٤ ليشغل منصب وزير الدولة للتجارة بسبب نشاطه البالغ ونجاح مقترحاته. وفي غضون شهر من توليه منصب وزير الدولة للتجارة عهد إليه بتقديم العون لوزارة المالية. وعندما وصلت أخبار للعاصمة مفادها تشتيت نابليون للجيش البروسي في يينا (جينا Jena) نجح شتاين Stein في نقل محتويات الخزانة البروسية إلى ممل Memel وبأموالها استطاع فريدريك وليم الثالث تمويل حكمه في المنفى (المقصود بعيدا عن العاصمة)، وربما أدت كوارث الحرب وما صاحبها من توتر إلى توتر أعصاب الملك والوزراء،

ففي ٣ يناير ١٨٠٧ طرد فريدريك وليم الثالث وزيره شتاين Stein لأنه: "عنيد متغطرس لا علاج له وغير مطيع، وهو - لإعجابه بعبقريته ومواهبه … يعمل انطلاقا من عواطفه وكراهيته الشخصية وعلى وفق ما تمليه عليه ضغائنه ". وعاد شتاين إلى بيته في نساو Nassau، وبعد ذلك بستة أشهر دعاه الملك - بعد أن علم أن نابليون طلبه كمدير - ليتولى وزارة الداخلية.

وكان منصب وزير الداخلية هو بالضبط الموقع المناسب الذي يمكن شتاين (ذلك فرايهر Freiherr أي السيد المتحرر الغضوب) من تقديم أفضل الإصلاحات لإطلاق طاقات الشعب البروسي. وفي ٤ أكتوبر ١٨٠٧ تولى مهام منصبه الجديد بالفعل، وفي ٩ أكتوبر كان يعد للملك إعلانا طالما تطلع إليه ملايين الفلاحين ومئات الليبراليين، وكانت المادة الأولى في مشروعه هذا معتدلة إذ تعلن: "حق كل ساكن من سكان ولاياتنا أن يشتري أرضا ويتملكها"، وكان هذا الحق - حتى الآن - غير متاح للفلاحين. والمادة الثانية تسمح: "لأي بروسي أن يعمل في أي استثمار مشروع"، وعلى هذا فستفتح كل المجالات أمام المواهب - كما هو الحال في ظل حكم نابليون - بصرف النظر عن الانتماء لأسرة أو طبقة، وستصبح الحواجز الطبقية لا مكان لها في المجال الاقتصادي، والمادة العاشرة تمنع أي قنانة (عبودية للأرض) أما المادة ١٢ فتعلن ابتداء من ١١ نوفمبر (المارتنماس Martinmas أي عيد القديس مارتن): "لا يصبح في كل ولاياتنا فلاح نصف حر .. سنكون جميعاً أحرارا"، وقاوم نبلاء كثيرون هذا المرسوم، ولم يصبح ساريا بكل بنوده حتى سنة ١٨١١.

وعمل شتاين Stein والليبراليون المؤيدون له خلال عام ١٨٠٨ على تحرير المدن البروسية