للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الأقل، وأن تكون هناك مدرسة ثانوية على الأقل في كل جوبرنيا Guberniya (ولاية)، وأن تكون هناك مدرسة - على الأقل - في كل مقاطعة (كونتية) ومدرسة ابتدائية على الأقل في كل تقسيم أبرشي، وبالإضافة إلى الجامعات التي كانت موجودة بالفعل (جامعات موسكو وفيلنا Vilna ودوربات Dorpat) أنشئت جامعات سان بطرسبرج، وخاركوف Kharkov وقازان Kazan، وفي هذه الأثناء كان النبلاء لا يزالون يُتيحون التعليم الخاص والمدارس الخاصة لأبنائهم، ومنع الرّبيون اليهود (الحاخامات) الآباءَ من إلحاق أبنائهم بمدارس الدولة باعتبارها أداةً مراوِغةً لتدمير الإيمان اليهودي.

[٥ - اليهود في ظل حكم إسكندر]

تحسَّنت أحوال اليهود بشكل ملحوظ في ظلِّ (حظائر الاستيطان Pale of settlement) أي المناطق التي سُمح لليهود بالإقامة فيها، وذلك في عهد كاترين الثانية. وفي سنة ١٨٠٠ كانت هذه المناطق Pale (الحظائر) تشمل كل المناطق البولندية التي كانت تابعة لروسيا ومعظم مناطق جنوب روسيا بما في ذلك كييف Kiev وشيرنيجوف Chernigov، وإكاترينوسلاف Ekaterinoslav والقرم. وخارج هذه المناطق Pale لم يكن أي يهودي يستطع أن يُقيم إقامة دائمة. أمّا خلال هذه المناطق فقد كان اليهودُ البالغُ عددهم ٩٠٠،٠٠٠ في سنة ١٨٠٤ يتمتعون بكل حقوق المواطنة بما في ذلك التعيين في الوظائف الحكومية مع استثناء واحد: اليهودي الراغب في الانضمام إلى طبقة التجار ورجال الأعمال في المدن كان عليه أن يدفع ضريبة ضِعْف الضريبة التي يدفعها غير اليهودي فقد كان غير اليهودي يرى أنّ منافسة اليهودي مسألة مستحيلة وأنه إذا تُرِك الأمر تحقق دماره على يد اليهودي.

وفي هنا وجدنا تجار موسكو (١٧٩٠) يُقدمون شكوى ضد التجار اليهود الذين يبيعون البضائع الأجنبية بأسعار أقل من أسعارها الحقيقية ومن ثَمّ يُلحقون أضراراً بالغة بالتجارة المحلية وفي هذه الأثناء أدت منافسة اليهود إلى امتعاض أصحاب الحانات والخانات في الريف فبذلت الحكومةُ قصارى جهدها للإبقاء على اليهود في المدن بعيداً عن القرى. وفي سنة ١٧٩٥ أمرت كاترين ألاّ يكون لليهود حقوق مدنية إلاّ في المدن