للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الملكيّين من بوردو - على المجلس التشريعي تقريراً ينتقد فيه "أخطاء وتجاوزات الإدارة الإمبراطورية، ممتدحاً الحكم السعيد على أيام البوربون"، ومرحّباً بالمتحالفين ضد نابليون الذين "يرغبون في الإبقاء علينا ضمن نطاق حدود بلادنا، والذين يودّون كبح النشاطات الطموحة التي أدت طوال العشرين سنة الماضية إلى إيذاء كل شعوب أوروبا".

وصوّت المجلس التشريعي بواقع ٢٢٣ ضد ٣١ بالسماح بطبع تقرير لينيه. وفي مساء ذلك اليوم أمر نابليون بإنهاء الدورة التشريعية للمجلس، وفي ١ يناير ١٨١٤ أرسل له المجلس التشريعي وفد يبلغه التمنيات الطيبة للموسم التشريعي، فأجاب بهياج شديد غاضباً مرهقاً:

من المؤكَّد أنّه عندما يكون علينا أن نطرد العدو من بلادنا، فإن هذا الوقت يكون غير ملائم لمطالبتي بدستور. إنكم لستم ممثلي الأُمّة فأنتم مجرد مندوبين أرسلتهم الدوائر (المحافظات) .. إنني أنا وحدي ممثل الأمّة. ومع ذلك، فما هو العرش؟ أهو أربع قطع من الخشب المموّه بالذهب تغطيه القطيفة (المخمل)؟ لا، إنه ليس كذلك، إنه شاغله، وأنا شاغله. إنني أنا الذي أستطيع إنقاذ فرنسا، وليس أنتم! إنني إن أصغيت لكم لسلَّمت للعدو أكثر مما يطلب. إنكم ستحصلون على السلام في ثلاثة أشهر أو أَهْلَك.

وبعد أن تخلّى عنه المندوبون المصدومون، أرسل (أي نابليون) يستعدي بعض الشيوخ Senators الذين وقع عليهم اختياره وشرح لهم سياسته لإحلال السلام وخطط مفاوضاته، وانتهى باعتراف كسير، كما لو كان يعترف أمام محكمة

التاريخ:

إنني لا أخاف من الاعتراف أنني قد أطلت أمد الحرب كثيراً. لقد كنت مقتنعاً بمشروعات واسعة المدى. لقد كنت راغباً في أن أُؤمّن لفرنسا إمبراطورية العالم (حكم العالم). لقد كنتُ مخطئاً، فهذه المشروعات لم تكن متناسبة مع عدد سكان فرنسا، لقد كنتُ سأجد نفسي مضطراً لتجنيد الشعب الفرنسي كله، وإنني مقتنع الآن بأن تقدم المجتمع ورفاهية الدولة وازدهارها الأخلاقي والمعنوي لا يتّفق مع تحويل الشعب كله إلى أمّة من الجنود.

ولا بد أن أُكَفِّر عن أخطائي التي ارتكبتها بركوني كثيراً جداً إلى حظّي السعيد، إنني سأكفِّر عن أخطائي، إنني سأُبرِم اتفاق سلام، على وفق الشروط التي تمليها الظروف، وهذا السلام لن يكون فيه خِزْي إلاَّ لي وحدي، فسيكون عليَّ وحدي أن أخدع نفسي، وسيجب