للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثامن والثلاثون

إلى سانت هيلينا (هيلانا) St. Helena

١ - التنازل الثاني عن العرش: في ٢٢ يونيو ١٨١٥ م

وصل نابليون إلى باريس في نحو الساعة الثامنة صباح يوم ٢١ يونيه. وذكر في وقت لاحق لقد كنُت منهكاً تماما، لأنني لم آكل شيئا ولم أنم منذ ثلاثة أيام وذهب إلى قصر الإليزيه، وقال لكولينكور Caulaincourt ملتمساً: "أريد أن أستريح ساعتين". وفي هذه الأثناء اجتمع مجلس النوّاب، وكان الشعور العام يميل بشدّة لعزله. ولما علم بهذا الاتجاه، اقترح على أصدقائه أن الأمر يتطلب دكتاتورية مؤقتة نظراً لاضطراب الآراء في البلاد، والحاجة إلى عمل موحّد للدفاع عن فرنسا وعاصمتها في مواجهة الحلفاء، وذلك لضبط الأمة وحكومتها.

وعندما علم أهل باريس بالنكسة العسكرية تجمع عدد كبير منهم أمام قصر الإليزيه مؤكّدين استمرار ثقتهم في نابليون بهتافهم: "عاش الإمبراطور" وراحوا يطالبون بالسلاح للدفاع عن مدينتهم. ولما سمعهم نابليون قال لبنيامين كونستانت Constant:

" أنت ترى! ليس هؤلاء هم الرجال الذين أغدقت عليهم التشريف والأموال. بماذا هم مدينون لي؟ إنني أراهم بؤساء، وقد تركتهم بؤساء … إنني لو أردتُ لأنهيتُ وجود هذا المجلس Chamber المتمردّ في ظرف ساعة … لكن حياة شخص واحد لا تستحق هذا الثمن. إنني لا أريد أن أكون ملك الفلاّحين Jacqueries. إنني لم آت من إلبا لأُغرق باريس في الدماء".

لقد كان نابليون حتى في أثناء فراره من واترلو Waterloo يخطط لإقامة جيش جديد من ٣٠٠،٠٠٠ مقاتل. وفي الفترة من ٢٢ إلى ٢٤ يونيو كانت بقايا جيشه المهزوم تتجمع في لون Loan وكان هناك من يُعيد تنظيمها تقع لون على بعد ستة وسبعين ميلا إلى الشمال الشرقي من باريس)، وهناك - في ٢٦ يونيو - انضم إلى هذه البقايا جروشي Grouchy على رأس ٣٠،٠٠٠ من رجاله بعد انسحاب عبقري. وعلى أية حال، ففي هذه الأثناء، كان بلوخر Blucher قد جمّع قواته المنتصرة وكان يقودها نحو باريس متجنبا - بعناية - المرور بلون