للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذائع الصيت "لقد عاش قبل أجممنون كثيرون من الرجال البواسل" (١). وكلما توسع دوريفلد، وملر Muller، وتسونتاس Tsountas، واستماتاكس Stamatakis، وولدشتين Waldstein، وويس Wace في أعمال الحفر في أرض البلويونيز، وواصل غيرهم الحفر في أتكا وفي جزائر عوبيه Euboea، وبؤوتيا Boeotia، وفوسيس Phocis، وفي تساليا، تكشفت أرض اليونان عن بقايا ثقافة قامت فيها في أزمنة ما قبل التاريخ. وفي هذه الثقافة ارتقى الناس أيضاً من الهمجية إلى الحضارة بانتقالهم من حياة الصيد البدوية إلى حياة الاستقرار والأعمال الزراعية، وباستبدال النحاس والبرنز بالحجارة، وبما يسرته لهم الكتابة والتجارة من وسائل التقدم. إن الحضارة على الدوام أقدم مما نتصور، وتحت كل شبر من الأرض نطأه بأقدامنا عظام رجال ونساء عملوا وأحبوا كما نعمل نحن ونحب، وكتبوا الأغاني وصنعوا الجميل من الأشياء؛ ولكن أسماءهم وحياتهم نفسها قد ضاعت على مر الزمان الذي لا يحفل قط بالرجال والنساء.


(١) وكاد دوريفلد وفرشاو يقنعانه في أواخر أيامه بأنه لم يكشف عن بقايا أجممنون بل كشف عن جيل من الناس أقدم منه كثيراً. وبعد أن أظهر شليمان الشيء الكثير من الألم المبرح تقبل قولهما قبولاً حسناً وصاح قائلاً: "ماذا تقولان؟ إذن فليس هذا جسم أجممنون، وليست هذه حليه؟ فليكن، ولنسمه إذن شلز Schulz"؛ وظلوا من ذلك الحين يتحدثون باسم "شلز".