للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحكم الآلهة بإرادتها" (١)، وفي شعر يوربديز مقطوعات كثيرة وصف قوة إروس Eros إله الحب. وكثيراً ما يصف المتأخرون من كتاب المسرحيات شاباً يهم بحب فتاة (٩٣)، ونستشف من أقوال أرسطاطاليس الصفة الحقيقية للعشق الروائي حين يقول إن "المحبين ينظرون إلى أعين أحبائهم، حين يستكن الخفر" (٩٤).

وكانت هذه الشئون وأمثالها في عصر اليونان الزاهر تؤدي إلى صلات الجنسين قبل الزواج أكثر مما تؤدي إلى الزواج نفسه. ذلك بأن اليونان كانوا يعدون الحب الروائي صورة من "تقمص الشيطان للجسم" أو من الجنون، وكانوا يسخرون إذا ذكر لهم إنسان أنه وسيلة يهتدي بها إلى اختيار الزوج الصالح أو الصالحة (٩٥). وكان الزواج عادة يتفق عليه والدا الزوجين كما كان يحصل على الدوام في فرنسا القديمة، أو بين خطاب محترفين (٩٦)، أكبر ما يهتمون به فيه البائنات لا الحب. فقد كان يُنتظر من والد الفتاة أن يهيئ لابنته بائنة من المال، والثياب، والجواهر، ومن العبيد في بعض الأحيان (٩٧).


(١) قارن هذا بما ورد في أنتجون: إذا اشتبك الحب في نزاع. كسب المعركة لا محالة، والحب يسلب الأغنياء متاعهم! وهو يبيت سهران طول الليل. بخديه الناعمين على وسادة العذراء، يبحث عن فريسته على متن البحار، وينقب عنها بين ملاجئ الرعاة، وليس في وسع الآلهة أن تفر من سلطانه، وهي التي وهبت الخلود، فكيف بنا نحن الذين لا تطول حياتهم أكثر من يوم! فما أجن العقل الذي ينطوي عليه!