للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من فضائل الملكية أن محاولة إصلاح هذا الحال قد قام بها ملوك إسبارطة. ذلك أن أجيس الرابع Agis IV وليونداس قد ارتقيا عرش المدينة المزدوج في عام ٢٤٢. وأيقن أجيس أن ليقورغ كان يقصد أن تكون الأراضي موزعة بالتساوي بين جميع الأحرار، فاقترح أن يشرع في توزيعها بينهم من جديد، وأن تُلغى جميع الديون، وأن يُعاد النظام شبه الشيوعي الذي وضعه ليقورغ. وأيد الملاك الذين كانت أرضهم مرتهنة اقتراح إلغاء الديون؛ فلما أن وافق على المشروع عارضوا أشد المعارضة كل ما عداه من عناصر إصلاحات أجيس؛ ثم اغتيل أجيس نفسه بتحريض ليونداس، واغتيلت معه أمه وجدته، وكانت كلتاهما قد نزلت عن ضياعها طائعة مختارة لتوزع على أبناء الشعب. وكانت النساء أنبل الشخصيات في هذه المسرحية الملكية؛ فقد كانت كلونيس Chilones ابنة ليونداس زوجة كليمبروتوس Cleombrotus الذي يؤيد أجيس. ولما نفي ليونداس واغتصب كليمبروتوس الملك هجرت كلونيس زوجها الظافر لتشترك في النفي مع زوجها، ولما أن استعاد ليونداس السلطة ونفي كليمبروتوس، آثرت كلونيس أن تُنفى مع أبيها (٣٥).

وأراد ليونداس أن يضم لأملاك أسرته ما كان لأرملة أجيس من ثروة طائلة، فأرغمها على أن تتزوج بابنه كليمنيس Cleomenes. ولكن كليمنيس هام بحب زوجته، واستلهم منها آراء الملك القتيل؛ ولما أن اعتلى العرش باسم كليمنيس الثالث، قرر أن ينفذ إصلاحات أجيس. واستطاع أن يضم الجيش إلى جانبه ببسالته في الحرب، وأن يكسب تأييد الشعب ببساطة معيشته، فلما تم له ذلك ألغى الإفورية الألجركية بحجة أن ليقورغ لم يوافق عليها قط، وقتل أربعة عشر من الذين عارضوا هذا الإلغاء، ونفى منهم ثمانين، وألغى جميع الديون، ووزع الأراضي على الأهلين الأحرار، وأعاد نظام ليقورغ إلى ما كان عليه من قبل. ولم يكتف بهذا، بل شرع