للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأنشودة الثانية تصل بنا إلى الحورية أمرلس Amaryllis ومفاتنها البعيدة المنال، وتصل بنا الرابعة إلى الراعي كريدون Corydon والسابعة إلى لسداس Lycidas راعي المعز الشعري-وتلك كلها أسماء قد تغنى بها آلاف الشعراء من فرجيل إلى تنسسن Tennyson. ولقد أصبح أولئك الشعراء الريفيون مثلاً عليا ينطقون بأجمل الأشعار اليونانية، وفي وسع كل منهم أن يقرض أبياتاً سداسية الأوتاد أجمل من أبيات هومر؛ ولكننا قد علمنا أن تراثهم، الذي لا يكاد يدرك العقل جماله كأنه تقليد مألوف، متوسط القدر حين نستسلم إلى ما في أغانيهم من نغمة حزينة. بيد أن ثاوقريطوس يعيدهم إلينا أشخاصاً واقعيين يحدثنا عن ثيابهم التي تفوح منها رائحة أجسامهم، وحين يذكرنا فحش أفكارهم؛ ذلك أن في فكاهاتهم من الفجور ما يحط بعض الشيء من رقيق عواطفهم فيجعلهم أناساً حقيقيين. وجملة القول أن هذا الشعر أكمل شعر يوناني كتب بعد يوربديز، وهو دون غيره من الشعر الهلنستي الباقي إلى يومنا هذا الشعرُ الذي تسري فيه أنفاس الحياة.