للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصورون الفحش والأقذار Pornographoi and Rhparographoi وحرم القانون في طيبة تصوير الأشياء القبيحة (١٣).

وقد أنقذت حمم بركان فيزوف بعض روائع ذلك العصر الكبيرة من النسيان وإن لم تحفظ لنا هذه الحمم أسماء أصحابها. وقد وجد في أستيا مظلم يبدو أنه صورة ضعيفة منقولة عن أصل هلنستي، وهي معروفة لدينا باسم عرس الألدر برنديني The Aldorbrandini Wedding نسبة إلى الأسرة الإيطالية التي كانت تمتلكها قبل أن نجد لها مكاناً في متحف الفاتيكان. وفي هذه الصورة تُظهر أفرديتي ممتلئة الجسم شبيهة بصور الرسام الهولندي روبنز Rubens تبعث الشجاعة في قلب العروس الخائفة، على حين ينتظر العريس، وهو في غير حاجة إلى من يستحثه، على أحر من الجمر إلى جانب الفراش. وأجمل هاتين الشخصيتين الرئيسيتين صورة امرأة رشيقة توقع نشيداً على مزهر حائل اللون. وثمة صورة جدار من بمبياي يقول بعض الخبراء، وإن لم يرقَ قولهم إلى مرتبة اليقين، وأنها منقولة عن أصل يوناني رُسِمَ في القرن الثالث. وهي تصور أخيل وإلى جانبهِ بتركلوس، يسلم، وهو غاضب، بريسيس لفجور أجمنون. ويبدو لأذواقنا ومألوف عاداتنا أن في صور الآدميين في هذا الرسم من الجحيم أكثر مما فيها من الجمال؛ ذلك أننا قد ألفنا أن نرى أجسامناً أقل من هذه الأجسام وسيقاناً أطول من تلك السيقان؛ ولكننا يجب أن نسلم أن الفنانين الأقدمين كانوا يعرفون الرجال اليونانيين والنساء واليونانيات، أحسن مما نعرفهم نحن أو يعرفهم من سيأتون بعدنا. وقد ذهب الزمان بنضرة هذه الصورة؛ وما من شيء يستطيع أن يعيد لها ما كان لها من بهاء ونضارة، كانا بلا ريب موضع إعجاب جمهرة الشعب وملوكه، إلا الخيال القوى القادر على تصوير ما كانت عليه في الأيام الخوالي.

وأوقع من هذه في النفس قطع من الفسيفساء (١) الرومانية منقولة على


(١) وهذه الفسيفساء وصور أخيل وبريسيس محفوظتان في متحف نابلي.