للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من جزيرة ساموس Samos، والقطا من فريجيا. والكركي من أيونيا، والتن (التونة) من خلقدونية Chalcedon والشيق (١) من جاديز Gades، والبطلينوس من تارنتم Tarentum والدخس (٢) من رودس. وكانت الأطعمة التي تنتجها إيطاليا نفسها تعد حقيرة بعض الشيء لا تليق إلا بالسوقة. وقد أولم الممثل أيزوبس Aesopus وليمة أكل فيها من الطيور المغردة ما ثمنه خمسة آلاف ريال أمريكي بنقود هذه الأيام (٢٠). وظلت القوانين تصدر بتحريم الإسراف في الطعام، ولكن أحداً لم يكن يأبه بها. وحاول شيشرون أن يتقيد بهذه القوانين فلا يأكل إلا لاخضر المباحة شرعاً، وظل عشرة أيام يشكو زحار البطن".

وأنفقت بعض الثروة الجديدة في إقامة الملاهي الرحبة والألعاب على أوسع نطاق. من ذلك أن إيمليوس اسكورس Aemilius Scaurus شاد ملهى يحتوي ثمانية آلاف مقعد، وثلاثمائة وستين عموداً، وثلاثة آلاف تمثال، ومسرحاً ذا ثلاث طبقات وثلاثة صفوف من الأعمدة منها صف من الخشب، وصف من الرخام، وثالث من الزجاج. وتمرد عبيده لشدة ما أرهقهم من العمل فحرقوا الملهى بعد الفراغ من بنائه، وحملوه ديناً يبلغ مائة مليون ستسرس (٢٣). وقدم بمبي في عام ٥٥ ما يلزم من المال لإقامة أول ملهى حجري دائم في رومه- وكان يحتوي على ١٧. ٥٠٠ مقعد، وعلى بستان فسيح ذي أروقة يتنزه فيها النظارة بين الفصول. وأقام اسكربيونيوس كوريو Scribonius Curio أحد قواد قيصر عام ٥٣ ملهيين من الخشب كلاهما على شكل نصف دائرة يتصلان بظهريهما. وكان الملهيان يعرضان مسرحيات في الصباح، فإذا انتهى دار البناءان، والنظارة لا يزالون في مقاعدهم، على قطبيهما فاستحال نصفا الدائرتين مدرجاً،


(١) نوع من السمك ويسمى أيضاً مرينة و"أبو مرينا".
(٢) نوع آخر من السمك Sturgeon. المترجم.