للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإذا ما ضممتها كنت كمن في أرض البخور،

وكمن يحمل العطور،

وإذ قبّلتها انفرجت شفتاها

وسكرتُ من غير خمر،

ياليتني كنت جاريتها الزنجية التي تقف بين يديها

حتى أرى لون أعضائها كلها.

ولقد قسمنا نحن هذه السطور من عندنا على غير قاعدة، وليس في وسعنا أن نستدل من الصورة الأصلية لهذه الوثيقة على أن ما عليها شعر أو نثر. لقد كان المصريون يعرفون أن النغمة الموسيقية والعاطفة القلبية هما جوهر الشعر وقوامه، فإذا ما وجدت النغمة والعاطفة فلن تهمهم الصورة الخارجية قط. على أن العبارات في بعض الأحيان كان لها وزن يقاس بالنبرات. وكان الشاعر في بعض الأحيان يبدأ كل جملة أو مقطوعة بنفس الكلمة التي بدأ بها غيرها من الجمل أو المقطوعات السابقة، وكان يعمد أحيانا إلى الجناس اللفظي فيأتي بالألفاظ المتشابهة في أصواتها ذات المعاني المختلفة أو المتناقضة. وتدل النصوص على أن تجنيس الأحرف في أوائل الكلمات المتتابعة قديم قدم الأهرام نفسها (١٥). وكان حسب المصريين هذه الصيغ البسيطة، فقد كان في مقدور شاعرهم أن يعبر بها عن كل لون من ألوان الحب العذري الذي يظن نيتشه أنه من اختراع شعراء الفروسية الغزلين في أوربا في العصور الوسطى. وتدل بردية هرسى على أن المرأة كانت تستطيع أن تعبر عن هذه العواطف كما يعبر عنها الرجال:

أنا أختك الأولى،

وأنت لي كالروضة

التي زرعت فيها الأزهار

والأعشاب العطرة جميعاً.