للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكبير (١٦٦)، وكاد المصريون أن يصلوا إلى الطريقة العشرية في الأعداد؛ وإن لم يعرفوا الصفر ولم يصلوا قط إلى فكرة التعبير عن جميع الأعداد بعشرة أرقام، بل كانوا يعبرون عن رقم ٩٩٩ مثلاً بسبع وعشرين علامة (١٦٧). وكانوا يعرفون الكسور الاعتيادية، ولكن بسط هذه الكسور كان رقم ١ على الدوام؛ فكانوا إذا أرادوا كتابة ٣ slash ٤ كتبوها ١ slash ٢ + ١ slash ٤ (١) . وجداول الضرب والقسمة قديمة قدم الأهرام، وأقدم رسالة في الرياضة عرفت في التاريخ هي بردية أحمس التي يرجع تاريخها إلى ما بين عام ألفين وألف وسبعمائة قبل الميلاد؛ ولكن هذه البردية نفسها تشير إلى كتابات رياضية أقدم منها بخمسمائة عام. وهي تحسب سعة مخزن للغلال أو مساحة حقل وتضرب لهذا الحساب أمثلة ثم تنتقل من هذا إلى معادلات جبرية من الدرجة الأولى (١٦٨). ولم تقتصر الهندسة المصرية على قياس مساحات المربعات والدوائر والمكعبات، بل كانت تقيس أيضا أحجام الاسطوانات والكرات؛ وقد وصلت إلى تقدير النسبة التقريبية بـ ٣. ١٦ (١٦٩). وما أعظم فخرنا إذا استطعنا في أربعة آلاف عام أن نتقدم في حساب هذه النسبة التقريبية من ٣. ١٦ إلى ٣. ١٤١٦.

ولسنا نعرف شيئاً عما وصل إليه المصريون في علمي الطبيعة والكيمياء، ولا نكاد نعرف شيئاً عما وصلوا إليه في علم الفلك. ويلوح أن راصدي النجوم في الهياكل كانوا يظنون الأرض صندوقاً مستطيلاً تقوم في أركانه الجبال لتمسك السماء (١٧٠). ولم يشيروا بشيء إلى الخسوف والكسوف، وكانوا في هذا العلم بوجه عام أقل رقياً من معاصريهم في أرض النهرين، ولكنهم مع هذا كانوا يعرفون منه ما يكفي للتنبؤ باليوم الذي يرتفع فيه النيل، وأن يتجهوا بهياكلهم نحو الشرق في النقطة التي تشرق منها الشمس في صباح يوم الانقلاب الصيفي (١٧١). ولربما كانوا


(١) لقد ظل الكتبة في التفاتيش الزراعية إلى عهد قريب يعبرون عن الـ ٣ slash ٤ فيما يسمونه صورة الفدان بقولهم ١ slash ٢، ١ slash ٤ (المترجم).