للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جيش بمبي يتألف من ثمانية وأربعين ألفاً من المشاة، وسبعة آلاف من الفرسان؛ أما جيش قيصر فلم يكن يزيد على اثنين وعشرين ألفاً من المشاة؛ وألف من الفرسان. ويقول أفلوطرخس تعليقاً على هذا الموقف.

"وكان عدد قليل من أنبل رجال رومه يشاهدون المعركة عن كثب .. ويفكرون فيما صارت إليه الإمبراطورية بسبب المطامع الشخصية .. لقد التقت في هذا المكان زهرة شباب المدينة الواحدة وعماد قوتها في صراع عنيف، وحسبنا هذا برهاناً قاطعاً على ما في الطبيعة البشرية من عمى وجنون إذا ما أثيرت شهواتها" (٤٠).

لقد كان أقرب الأقارب، بل كان الأخوة أنفسهم، يقاتل بعضهم بعضاً في الجيشين المتعاديين. وقد أمر قيصر رجاله أن يبقوا على حياة كل من يستسلم من الرومان، أما الشباب الأرستقراطي ماركس بروتس فقد أمرهم قيصر أن يقبضوا عليه دون أن يصيبوه بأذى، فإذا لم يجدوا سبيلاً إلى هذا فليسمحوا له بالفرار (٤١). وروع البمبيون لتفوق أعدائهم القيادة، والتدريب، والقوة المعنوية. وقُتل منهم وجُرح خمسة عشر ألفاً، واستسلم عشرون ألفاً، وولى الباقون الأدبار. ونزع بمبي شارة القيادة عن رجاله وفر مع من فروا من رجاله. ويخبرنا قيصر أنه لم يفقد من رجاله إلا مائتين (٤٢) - وهو قول يحملنا على الشك في كتبه كلها. وأخذ رجاله يتندرون بما في خيام أعدائهم من وسائل الزينة، وبما وجدوه فيها من الموائد المثقلة بالطعام الشهي الذي أعد لساعة الاحتفال بالنصر. وأكل قيصر عشاء بمبي في خيمة بمبي نفسه.

وسار بمبي على ظهر جواده الليل كله حتى وصل إلى لارسا Larissa، وركب منها سفينة أقلته إلى الإسكندرية، وعرج في طريقه على متليني Mytilene حيث انضمت إليه زوجته، وطلب إليه سكانها أن يقيم معهم، ولكنه رفض طلبهم في أدب ومجاملة، ونصحهم أن يستسلموا للفاتح في غير