للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجهزها لنا المصريون على شاطئ النيل في أقدم الأزمان (١٨٣).

ولقد حاول مصريون أن يحافظوا على صحة أجسامهم باتباع الوسائل الصحية العامة، وبختان الذكور (١) وبتعويد الناس أن يكثروا من استخدام الحقن الشرجية. ويقول ديودور الصقلي في هذا المعنى:

وهم يتقون الأمراض بالمحافظة على صحة أجسامهم وذلك باستخدام الملينات وبالصوم وبالمقيئات، كل يوم في بعض الأحيان وكل ثلاثة أيام أو أربعة في البعض الآخر. وذلك لأنهم يقولون أن الجزء الأكبر مما يخل في الجسم من طعام يزيد على حاجته، وإن الأمراض إنما تنشأ من هذا القدر الزائد (٢).

ويعتقد بلنى أن المصريين قد تعلموا عادة استخدام الحقن الشرجية من الطائر المعروف "بأبي منجل" وهو طائر يقاوم الإمساك الناشئ من طبيعة ما يتناوله من الطعام بإدخال منقاره الطويل في دبره واستخدامه كالمحقن (١٨٨). ويروي هيرودوت أن المصريين كانوا "يطهرون أجسامهم مرة في كل أشهر ثلاثة أيام متوالية، ويعملون على حفظ صحتهم بالمقيئات والحقن الشرجية، لأنهم يظنون أن جميع ما يصيب الناس من الأمراض إنما ينشأ مما يأكلون من الطعام". وهذا المؤرخ- وهو أول مؤرخ للحضارة- يصف المصريين بأنهم بعد اللوبيين أصح شعوب العالم أجساماً (١٨٩).


(١) وفي أقدم القبور شواهد دالة على هذه العادة.
(٢) إن المثل الحديث الذي يقول إننا نعيش على ربع ما نأكل وإن الأطباء يعيشون على الثلاثة الأرباع الباقية لمن أقدم الأمثال.