للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الباب الثاني عشر

[العصر الذهبي]

٣٠ ق. م-١٨ م

الفصلُ الأوّلُ

[الحافز الأغسطي]

إذا كان والسلام أكثر ملاءمة لإنتاج الآداب والفنون من الحروب والقلاقل، فإن الخرب والهزات الاجتماعية العنيفة تزيل الثرى من حول نبات الفكر، وتغذي البذور التي تنضج في أوقات السلم. والحياة الهادئة لا تخلق الأفكار العظمية ولا عظماء الرجال، ولكن الأزمات القاسية والكفاح من أجل البقاء تقتلع موات الأشياء من جذورها وتجعل نماء الآراء والأساليب الجديدة. والسلم التي تعقب النصر في الحرب فيها من الحوافز والدوافع ما في دور النقاهة السريع من حيوية وقوة، والناس في هذه الفترة يبتهجون لمجرد أنهم أحياء وكثيراً ما يرفعون عقيرتهم بالغناء.

حمد الشعب لأغسطس أنه عالج سرطان الفوضى الذي كان يقوض دعائم حياتهم المدنية وإن كان قد استعان على ذلك بجراحة كبرى. وقد دهشوا حين ألفوا أنفسهم وقد أثروا إثراء سريعاً بعد ما حل بهم من الخراب، وتاهوا كبرياء وحين وجدوا أنهم، رغم ما كانوا يرزحون منذ قليل من ضعف واضطراب، لا يزالون سادة المعروف لهم. وأخذوا يعودون بنظرهم إلى تاريخهم، من بدايته إلى الوقت الذي يعيشون فيهِ، من عهد منشئ رومة الأول إلى عهد معيد