للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني

[التعليم]

لسنا نعرف الشيء الكثير عن أطفال الرومان، ولكن في وسعنا أن نحكم، استناداً إلى الفن الروماني وشواهد القبور الرومانية، أن الأطفال كانوا بعد أن يولدوا يصبحون موضع الحب المفرط غير الحكيم. ونرى جوفنال يخرج أحياناً عن غضبه ليكتب قطعة رقيقة تفيض بالعاطفة عن المثل الطيبة التي يجب علينا أن نعرضها على الأطفال، وعن المناظر السيئة والأصوات المنفرة التي يجب أن نبعدهم عنها، وعن مظاهر الاحترام التي يجب أن نتحلى بها أمامهم في جميع الأوقات حتى الأوقات التي نظهر لهم فيها منتهى الحب (٢٧). ويطلب فافورينوس، في مقاله لو أن كتب بعد عهد روسو لكان تقليداً ساخراً له، إلى الأمهات أن يرضعن أولادهن (٢٨). ويضرب سنكا وأفلوطرخس على هذه النغمة نفسها وإن لم يستمع إليهما إلا عدد قليل، فقد كان استخدام المراضع هو القاعدة المتبعة لدى جميع الأسر التي تمكنها مواردها من استخدامهن، ويبدو أن هذه العادة لم تنشأ منها مآس لهذه الأسر (١).

وكانت التربية الأولى تقوم بها المراضع، وكن في العادة يونانيات. وكن يقصصن عليهم قصصاً خرافية تبدأ عادة بهذه العبارة: "يحكى أن ملكاً وملكة … " وكان التعليم الابتدائي لا يزال من المشروعات الفردية، وكثيراً


(١) وكانت اللعب والألعاب كثيرة كما هي في هذه الأيام، فكان أطفال الرومان يقفزون فوق خطوط مرسومة على الأرض، ويشدون الحبل، ويصوبون النقود إلى هدف. وكان منها تغمية العينين، والاستخفاء والبحث، وكان منها اللعب بالدمى والأطواق، والقفز على الحبل واتخاذ العصى خيولاً، وعمل الطائرات الورقية. وكان عند شباب الرومان خمس ألعاب بالكرة مختلفة بعضها عن بعض، منها واحد شبيهة بلعبة كرة القدم في هذه الأيام إلا أنها كانت تستخدم فيها الأيدي والأذرع بدل السيقان والأقدام.