للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثالث

[الرجال والنساء]

كانت الحياة الخلقية خاضعة للرقابة الشديدة عند البنات وللإشراف مع الرفق عند الشبان. وكان الرومان، كما كان اليونان، يتقاضون عن اتصال الرجال بالعاهرات. وكانت هذه المهنة ينظمها القانون ويخضعها لإشرافه، فكان يحتم ألا توجد المواخير إلا في خارج المدن، وألاّ تفتح إلا ليلاً، وكان يناط بالإيديل تسجيل أسماء العاهرات، ويحتم عليهن أن يلبسن الطوغة Toga بدل الاستولا Stola (١) . وكان بعض النساء يسجلن أسماءهن في سجل العاهرات ليتخلصن من ضروب العقاب التي يفرضها القانون على الزانيات. وكانت الأجور تحدد بحيث لا ترهق أي طبقة من الطبقات. فقد وصلت إلينا أنباء عن "نساء يؤجرن بربع آس". ثم نشأت طائفة مطردة الزيادة من السراري المثقفات اللائي يسعين لكسب الأنصار بإنشاد الشعر، والغناء، والموسيقى، والرقص، والحديث المثقف. ولم يكن الإنسان في حاجة إلى الخروج من أسوار المدينة للبحث عن هاته النسوة أو عن غيرهن من السيدات الطيعات؛ ويؤكد لنا أوفد لنا أن من السهل أن يلقاهن تحت الأروقة ذات العمد، وفي حلبات المصارعة، وفي دور التمثيل، وأنهن "لم يكن أقل عدداً من نجوم السماء" (٣٤). وقد التقى جوفنال بهن بجوار المعابد وخاصة معبد إيزيس الآلهة الرؤوفة بالعاشقين (٣٥). ويتهم المؤرخون المسيحيون الرومان بأن الدعارة كانت تمارس داخل الهياكل الرومانية وبين مذابحها (٣٦).

وكان في البلاد أيضاً رجال مخنثون. وكان اللواط محرماً بحكم القانون ولكنه


(١) الطوغة رداء روماني خارجي شبيه بالجبة، والأستولا رداء خارجي مثلها ويختلف عنها في أنه طويل سابل يصل إلى القدمين. (المترجم)