للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم أكن أذوق طعم الراحة، وهجر الكرا عيني، وأمضني الحزن، وأسرعت ضربات قلبي، وأحست أطرافي ببرودة الموتى (٢٨). ويعرفهما أبواهما، وكان وقتئذ من أغنياء الناس، ويهبانهما الكثير من المال، ولكنهما لا يعبآن بالثراء، ويعودان إلى حياة الرعي المتواضعة. والقصة مكتوبة ببساطة الفن الجميل المصقول وقد ترجمها أميو Amyot إلى اللغة الفرنسية السلسلة المطواعة (١٥٥٩) فكانت هذه الترجمة هي المثال الذي احتذاه سان بيير في بول وفيرجينيا كما أوحت بما لا يحصى من الرسوم والقصائد والقطع الموسيقية.

وشبيه بها قصيدة من الشعر تعرف باسم أمسية فينوس. ولا يعرف أحد اسم منشئها أو متى أنشأها، وأغلب الظن أنها من شعر ذلك القرن نفسه (٣٩) وموضوعها هو موضوع خطب لكريشيوس التي تمتاز بما فيها من التفات، ورواية لنجس الغرامية - وخلاصتها أن ربة الحب تلهب قلوب جميع الأحياء بالرغبة الجامحة، وأنها لهذا السبب هي خالقة العالم الحقة!

غداً سيحب مَن لم يطف به طائف الحب،

غداً سيحب مَن ذاق قبل طعم الحب،

لقد أقبل الربيع النظر، أخذ يغني غناء الحب،

وولدت الدنيا من جديد، وها هو ذا حب الربيع،

يدفع كل طير إلى قرينه، وها هي ذي الغابات المترقبة

تنثر غدائرها لتستقبل شآبيب الربيع،

غداً سيحب مَن لم يطف به طائف الحب،

وسيحب مَن ذاق قبل طعم الحب،

وعلى هذا النحو يسترسل الكاتب في شعره العذب الصافي، ويجد الحب في المطر المخصب وفي أشكال الزهر، وفي أهازيج الأعياد البهجة، وفي التجارب