للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتزوج قسطنطين مرتين: أولاهما بمنيرفينا Minervina التي رزق منها بابنه كرسبس Cripus؛ والثانية بفوستا Fausta ابنة مكسميان التي رزق منها بثلاثة بنين وثلاث بنات. وأصبح كرسبس جندياً ممتازاً، وكان نعم العون لأبيه في حروبه ضد ليسنيوس في عام ٣٢٦ قُتل كرسبس بأمر قسطنطين؛ وأمر الإمبراطور حوالي ذلك الوقت نفسه بقتل ليسنيانس Licinianus بن ليسنيوس من قسطنطيا أخت قسطنطين؛ وبعد قليل من ذلك الوقت أُعدمت فوستا بأمر زوجها. ولسنا نعرف سبب مقتل هؤلاء الثلاثة، غير أن زوسمس Zosimus يؤكد لنا أن كرسبس غازل فوستا، وإنها شكته إلى الإمبراطور، وإن هلينا، وكانت شديدة الحب لكرسبس، إنتقمت لموته، بأن أقنعت قسطنطين أن زوجته قد استسلمت لولده (٥٧). لكن الأرجح من هذا كله أن فوستا عملت على أن تبعد كرسبس من طريق ابنها الذي كانت تريده وارثاً لعرش الإمبراطوريّة، وربما كان مقتل ليسنيانس أنه كان يحيك المؤامرات ليحصل على نصيب أبيه في الدولة.

ونالت فوستا بغيتها بعد موتها؛ ذلك بأن قسطنطين أوصى في عام ٣٣٥ بأن تقسم الإمبراطوريّة بين مَن كان حياً من أولاده وأولاد أخته. وبعد سنتين من ذلك الوقت احتفل في يوم عيد القيامة بمرور ثلاثين عاماً من حكمه، وأحس بعد ذلك بدنو أجله. فذهب ليستحم في الحمّامات الحارة في أكويريون Aqurion القريبة من القسطنطينية. ولما اشتد عليه المرض استدعى قساً ليجري له مراسيم التعميد المقدس الذي أخره عمداً إلى تلك الساعة. وكان يرجو أن يطهره هذا التعميد مما ارتكبه من الخطايا في حياته المزدحمة بالأعمال. ثم خلع الحاكم المجهد الأثواب الملكية الأرجوانية وارتدى الثوب الأبيض ثوب المسيح الحديث التنصر وأسلم الروح.